أفاد مراسل “حلب اليوم” في حمص بتراجع العمل ضمن جمعية البر والخدمات الاجتماعية في مدينة تلبيسة شمال محافظة حمص بنسبة 50% بعد رفض الأطباء القدوم إلى عياداتهم نظراً لحرمانهم من مخصصات الوقود لسياراتهم الخاصة من قبل حكومة النظام السوري.
ونقل مراسلنا عن أحد الأطباء العاملين ضمن مبنى جمعية البر والخدمات الاجتماعية قوله إن حرمانهم من الدعم لبنزين السيارات سيجبرهم على دفع تكاليف باهظة بشكل يومي، وأن الراتب الرمزي الذي يتقاضونه من قبل “الجمعية” لا يكاد يكفي ثمن الوقود الذي سيتم صرفه ذهاباً وإياباً.
وبين الطبيب المختص بأمراض “الداخلية” أنه من المستحيل الاعتماد على وسائل النقل العامة نظراً لعدم توفرها أصلاً بشكل يؤمن عودتهم إلى مركز المدينة عقب انتهاء الدوام المخصص داخل العيادات، إضافة للأزمة المرورية الحاصلة بسبب غلاء المازوت، وعدم تزويدهم بالمخصصات الكافية التي توفر لهم بيئة مناسبة للعمل ونقل الأهالي من الريف إلى المدينة وبالعكس.
محمد خيرات أحد أبناء مدينة تلبيسة قال لمراسلنا إن غياب الأطباء عن عياداتهم أجبر الكثير من الأهالي للجوء إلى العيادات الخاصة، والتي لا يطيق معظمهم دفع “الكشفية” الباهظة التي تتراوح من 10 – 15 ألف ليرة سورية، وهو ما كان يتوفر بشكل شبه مجاني داخل جمعية البر والخدمات الاجتماعية.
وطالبت شريحة واسعة من الأهالي بضرورة تدخل مدير الصحة في حمص الدكتور “حسان الجندي” لإنهاء ما اسموها بالمهزلة، مقترحين إنزال عقوبات صارمة بحق الأطباء الرافضين للالتزام بعملهم الذي يحمل طابعاً “إنسانياً” قبل النظر إلى مردوده المادي.
يشار إلى أن جمعية البر والخدمات الاجتماعية تتضمن عيادات الداخلية، والعصبية، والعيادة العينية، وعيادة الأسنان، فضلاً عن وجود مخبر مختص بالتحاليل، وقسم الأشعة السينية مقابل أجور رمزية اعتاد عليها المرضى من أهالي القرى والبلدات الريفية نظراً لانخفاض للحسومات المالية التي تقدمها للمراجعين.