شهدت أسعار مواد التدفئة في محافظة حمص ارتفاعاً جديداً خلال الأسبوع الماضي، نظراً لإقبال الكثير من الأهالي على شرائها لتجنب البرد الذي فرضه سوء الأحوال الجوية الذي يسيطر على منطقة شرق المتوسط بشكلٍ عام خلال الفترة الراهنة.
وأفاد مراسل “حلب اليوم” في حمص بارتفاع سعر طنّ حطب الزيتون لما يقارب 700 ألف ليرة سورية مسجلاً زيادة بنحو 50 ألف ليرة للطن الواحد، بينما بلغ سعر طن حطب اللوز 825 ألف ليرة للمرة الأولى، في حين استقر سعر طن البيرين “مخلفات عصر الزيتون” على سعر 775 ألف ليرة.
“الحاج عمر حمادة” أحد سكان حي الوعر قال لمراسلنا إنه “على الرغم من صعوبة التعامل مع مدافئ الحطب باعتبار أن المنطقة عبارة عن شقق سكنية على عكس القرى الريفية، إلا أننا اضطررنا لشرائه نظراً لعدم قدرتنا على شراء المحروقات التي بلغ سعر لتر المازوت منها 3100 ليرة”.
“حمادة” أضاف أن أرباب الأسر باتوا يعتمدون على البحث عن المواد البلاستيكية، والأبواب التي تحطمت داخل عدد من كتل الأبنية السكنية بفعل غارات الطائرات الحربية “سابقاً” لإعانتهم على كسر برد المنخفض الحالي، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن هذا الفعل أصبح بشكلٍ علني بين الأهالي الذين غير الآبهين بالصورة المجتمعية الراقية التي كانوا يصرون على الحفاظ عليها أمام الناس، وأنهى قوله بجملة “الحال من بعضو الكل عم يدور على شيء يدفي فيه أولاده”.
من جهتها؛ قالت “أم خالد” سيدة في العقد الخامس من عمرها لمراسلنا إنها وأطفالها يبحثون بشكلٍ يومي أمام المحلات التجارية بهدف تجميع الكرتون، والقطع البلاستيكية، وكل ما هو قابل للاشتعال للحصول على الدفء، مضيفةً أن نظرة المجتمع لها لم تعد تشغل تفكيرها، مردفةً “في الوقت الحالي أهم شيء ندفي أولادنا”.
وعلى الرغم من إصدار وزارة النفط والثروة المعدنية في حكومة النظام لقرار يقضي بالسماح للأهالي بشراء كمية 50 ليتر حر بسعر 1700 ليرة من محطات الوقود، إلا أن العديد من أصحاب البطاقات الذكية “تكامل” لجؤوا لبيع التجار بطاقاتهم مقابل مبلغ 15 ألف ليرة، نظراً لعدم امتلاكهم لمبلغ 85 ألف ليرة، وهو سعر الكمية المتاحة بالسعر الحر ضمن المحطات، وفقاً لمراسلنا.