قال مراسل “حلب اليوم” في إن محافظة حمص سجّلت، أمس السبت، وفاة تسعة مدنيين بعد تعرضهم للإصابة بفايروس كورونا مع استمرار إدارة المستشفيات الحكومية بالامتناع عن استقبال المرضى بحجّة عدم توفر شواغر للمصابين ضمن أروقتها.
وأفاد مراسلنا بتسجيل ثلاث وفيات في حي الأرمن لرجلين وامرأة، وحالتي وفاة داخل حي دير بعلبة، وحالة وفاة لرجل يبلغ من العمر نحو 60 عاماً في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، بالوقت الذي توفي فيه ثلاثة أشخاص ضمن قرى منطقة الحصن غرب محافظة حمص.
مصدر طبي أوضح لمراسلنا تسجيل مستشفى الحواش الخاص بريف حمص الغربي لما يقارب الـ 120 حالة مرضية للأهالي القرويين التي تتبع بلداتهم لمنطقة تلكلخ منذ منتصف شهر تشرين الثاني الماضي ولغاية الآن، الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقة تنتظر الأهالي في حال لم يتم اتخاذ إجراءات وقائية للحد من انتشار الفيروس.
وأكّد المصدر الطبي – الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لدواع أمنية – أن الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة التابعة لحكومة النظام التي يترأسها الدكتور “حسن محمد غباش” غير منطقية، وأنها تعمل على تضليل المدنيين من خلال ادعاءاتها بارتفاع عدد حالات الشفاء التي يتم نشرها عبر معرفاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي بشكلٍ يومي، لافتاً إلى أن التوصيات، والتعميمات الواردة إلى المستشفيات الخاصة والعامة تمنعها من الكشف عن الأعداد الحقيقية للمصابين تحت طائلة المحاسبة القانونية.
من جهته؛ تحدث أحد أقرباء المتوفين في حي الأرمن لـ”حلب اليوم” عن عجز أقربائه من إدخال والدهم إلى مستشفى الباسل الحكومي الكائن في حي الزهراء، علماً بأنه أحد الضباط السابقين في نظام الأسد، الأمر الذي أجبرهم للتوجه للمستشفيات الخاصة والتي اتخذت دور “المسلخ” بحسب وصفه، نظراً لارتفاع أجور الطبابة لديها، مشيراً إلى أن فاتورة العلاج لمدة خمسة أيام بلغت سبعة ملايين ليرة سورية، ولم يشفع لأولاده بتخفيض الأجور على الرغم من استلام أبيهم جثّة هامدة.
في سياقٍ متصل، تزامنت الموجة الحالية من انتشار فيروس كورونا مع ارتفاع ملحوظ بأسعار الأدوية في الصيدليات، لا سيما المتعلقة منها بعلاج التهاب القصبات الهوائية، والمقشعات، والحبوب خافضة الحرارة التي يتم وصفها عادة من قبل الأطباء للمصابين، حيث بلغ سعر علبة الدواء الأزيترو عيار 500ملغ 5000 ليرة والتي ارتفع سعرها للضعف، بينما وصل سعر ظرف حب السيتامول خافض الحرارة لـ2000 ليرة بعدما كان لا يتعدى ثمنه الـ 500 ليرة.
تجدر الإشارة إلى أن مديرية الصحة في محافظة حمص فشلت لغاية الآن بكسب ثقة المدنيين لإقناعهم بالتوجّه إلى مراكز تلقي اللقاح المخصص لمواجهة فيروس كورونا، حيث اعتبر معظم الأهالي أن اللقاح المقدم من قبل روسيا والصين غير مطابق لمواصفات الصحة العالمية، وفقاً لمراسلنا.