أثار قصف مرفأ اللاذقية من قبل الطيران الإسرائيلي يوم الثلاثاء الفائت 7 كانون الأول – ديسيمر تساؤلات حول أهداف هذا القصف وأسباب الصمت الروسي، خاصة أنها المرة الأولى التي تقصف فيها إسرائيل مرفأ اللاذقية الذي يقع على بعد كيلومترات من قاعدة حميميم العسكرية الروسية.
قناة “كان” الإسرائيلية ذكرت أن القصف استهدف أسلحة متطورة حاولت إيران تهريبها إلى سوريا عبر ميناء اللاذقية، مؤكدةً أن الأسلحة المتطورة هي طائرات درون انتحارية أو صواريخ كروز ذات المدى البعيد.
فيما نقل موقع “والا” الإسرائيلي عن مسؤولين إسرائيليين، أن إسرائيل قد دمرت أكثر من 75 بالمئة من ترسانة الأسلحة الإيرانية الموجودة في سوريا. وأنها حققت ردعاً كبيراً للقوات الإيرانية وميليشياتها في البلاد.
وأضاف الموقع أن “الاستهداف الإسرائيلي لترسانة إيران في سوريا، لم يستهدف الأسلحة الجاهزة للاستخدام فقط، إنما استهدف أيضاً مصانع لصناعة الأسلحة وطائرات مسيرة وصواريخ بعيدة المدى وأسلحة متطورة، كانت ستذهب إلى حزب الله في لبنان عن طريق سوريا”.
أسباب الاستهداف:
عن هدف قصف مرفأ اللاذقية ، قال المحلل العسكري العقيد “أحمد الحمادة” في تصريح لحلب اليوم: “هذا الاستهداف هو الأول من نوعه للميناء، لوجود منظومات دفاع جوي متعددة “S400″، و”S300″ و”S200″،المتواجدة في حميميم و مصياف، كما يوجد في المنطقة لوائين للدفاع الجوي”
واعتبر الحمادة أن “فشل الأسلحة الروسية وعدم جدية موسكو في استهداف الطيران والصواريخ التي تغير على المنطقة، هو نتيجة للتفاهمات الموقعة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو مع فلاديمير بوتين”.
وأضاف “الحمادة” أن “إيران تسيطر على جزء من ميناء اللاذقية في الرصيف رقم 14 وتستخدمه لنقل وتصدير المواد والأسلحة، حيث تستجلب معدات الصواريخ والطائرات المسيرة، علماً أن الطائرات المسيرة هي السلاح الرخيص والقادر على تنفيذ الضربات بعيدة المدى”. مرجحاً أن الاستهداف الأخير كان لوجود أسلحة حديثة متطورة كانت تتابعها إسرائيل والولايات المتحدة.
ويرى الحمادة أن تصريحات نظام الأسد بأن إسرائيل استهدفت مساعدات كانت قادمة من إيران لتوزيعها على السوريين، ما هي إلا “افتراء” لإسكات الموالين والمدنيين في مناطق النظام.
ولفت الحمادة إلى أن “التموضع الإيراني في سوريا أصبح متشعباً ومتعدد الجوانب، بعد أن دخلت إيران في البنية التنظيمية لقوات النظام، واليوم لا توجد قطعة عسكرية وإلا وفيها وجود إيراني بقسم منها، سواء كانت مطارات أو ثكنات عسكرية”،، معتبراً الحديث عن تدمير 75 بالمئة من الترسانة الإيرانية أمر مبالغ به بشكل كبير.
ضوء أخضر روسي!
الدكتور “زكريا ملاحفجي” عضو الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية، أكد في تصريح خاص لـ “حلب اليوم”، أن الاستهدافات الإسرائيلية جاءت وليدة تفاهمات ثنائية سابقة بين نتنياهو وبوتين، وتتم هذه الضربات بغطاء أمريكي وتنفيذ إسرائيلي ورضا روسي.
لكن بالمقابل فإن الصمت الروسي عن الاستهدافات ليس بسبب التفاهمات فقط، بل لأن موسكو تسعى لتحجيم النفوذ الإيراني في سوريا وتفردها في القرار السوري، وليس لإخراجها من البلاد.
حلب اليوم – سليم قباني