تحتفل قناة “حلب اليوم” الفضائية في هذه الأيام بالذكرى العاشرة لانطلاقتها تحت شعار “معكم”، حيث أقامت القناة في هذه المناسبة حفلاً في الداخل السوري على مدرج جامعة حلب في المناطق المحرره، حضره سياسيون ومثقفون وإعلاميون وشخصيات اجتماعية وأكاديمية تمثل المجتمع السوري.
وفي هذه الذكرى نستعرض معكم أبرز محطات القناة خلال 10 أعوام:
منذ انطلاق الثورة..
مع انطلاق المظاهرات الأولى المناهضة لنظام الأسد والمطالبة بالحرية والكرامة للشعب السوري، ومع سعي النظام وأبواقه وقنواته الإعلامية لوأد الثورة إعلامياً بالتزامن مع سعيه لوأدها أمنياً وعسكرياً من خلال قوات جيشه وحفظ النظام والشبيحة، كان لا بد من إعلام بديل ينطلق من صلب الثورة، ليكون نبضاً حقيقياً للمجتمع السوري، ومن هنا انطلقت قناة “حلب اليوم” الفضائية.
حلب اليوم والثورة السلمية..
ومنذ انطلاقة “حلب اليوم”، عاشت القناة وطاقمها كل المراحل التي عاشها السوريون، وغطّت إعلامياً أبرز أحداث الثورة السورية، فبعد أن كانت المصدر الرئيس لأخبار مظاهرات حلب وريفها في المرحلة السلمية للثورة وأبرز أخبار المناطق السورية الأخرى، بالإضافة إلى آخر التطورات السياسية السورية، انتقلت “حلب اليوم” إلى تغطية عموم الأحداث المتتالية التي عمّت جميع سوريا.
حلب اليوم والثورة المسلحة..
اضطرت ممارسات النظام القمعية ضد المتظاهرين السلميين المطالبين بالحرية والكرامة، العديد من فئات الشعب المتنوعة، إلى حمل السلاح للدفاع عن النفس، لينتقل النظام من مجابهة المتظاهرين ضده، إلى مجابهة عموم الشعب السوري ومقدّراته، من خلال عمليات عسكرية برية وجوية طالت معظم مناطق سوريا تحت شعار “الأسد أو نحرق البلد”، غطّت “حلب اليوم” جميع تفاصيلها منذ بدايات الثورة وحتى اللحظة.
حلب اليوم ومجازر النظام..
ومع لجوء النظام إلى المجابهة العسكرية ضد الشعب السوري الثائر، زادت وتضاعفت مأساة السوريين، وتوالت الأحداث المفجعة، ورغم محاولة النظام التكتم، كانت “حلب اليوم” أبرز جهة كشفت الفظائع المرتكبة، ابتداءً من مجازر النظام في نهر قويق بحلب، ومدينة الحولة بحمص، ومدينة بانياس بطرطوس، ودرعا وغيرها، ثم مجازر النظام الكيماوية في الغوطة الشرقية ومعضمية الشام وخان شيخان وغرب حلب.
حلب اليوم والواقع العسكري..
مع دخول الثورة السورية مرحلة “اللا عودة”، كانت “حلب اليوم” مثالاً للمعلومات الصحيحة ومصدراً أولاً لها لدى معظم أطياف الشعب السوري، حيث غطت من خنادق الثوار معظم المعارك، ورافقت فصائل المعارضة في انتصاراتهم التي بلغت في ذروتها معظم الأراضي سوريا، والتي شملت محافظات بأكملها، ومحافظات بمعظمها، قبل أن تبدأ الكفة بالميل بعد أن استعان النظام رسمياً بالقوات الروسية والإيرانية والميليشيات الطائفية والمرتزقة من أفغانستان وإيران والعراق وروسيا وغيرها، والذي تزامن تقريباً مع تسلط تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة ووحدات حماية الشعب على انتصارات الثورة، ليكونوا خنجراً مسلّطاً على ظهر الثوار ومناطق سيطرتهم.
غطّت “حلب اليوم” معاناة المحاصرين في كل من حمص القديمة، ومضايا والزبداني، ومدينتي حلب ودير الزور وغيرها، وعمليات تهجير أهالي الغوطة وحلب ودرعا ريف حمص، وكانت حاضرة في وداع العديد من رموز الثورة، كالقائد عبد القادر الصالح ويوسف الجادر وعمر سندة وزهران علوش وحسان عبود وغيرهم، ومشاهيرها كعبد الباسط الساروت وغياث مطر وغيرهما الكثير.
حلب اليوم تدفع ثمن الحقيقة..
ومع السعي الدؤوب لتغطية الأحداث السورية، طالت طواقم “حلب اليوم” ما طال كافة فئات الشعب، ابتداءً من اعتقال النظام للعديد من مراسليها كالزميلين “أصلان الخطيب” و”ثائر” وملاحقة غيرهم، واستهداف آخرين بالرصاص والقصف كالزميل “باسل أبو حمزة”، إلى اختطاف مراسلين ومصورين من قبل تنظيم الدولة كالزميلين “عمار الحلبي” و”أحمد أبو وسام”، واغتيال التنظيم معد ومقدم البرامج في القناة الزميل “زاهر الشرقاط”، وقتله الزميل “أبو يزن الحلبي” باستهدافه بمفخخة في ريف حلب الشمالي، بالإضافة التضييق والتهديد الموجه للعديد من الصحفيين بالقناة داخل وخارج سوريا، والتي كان آخرها تعرض الزميل المذيع “عمار الشاعر” للتهديد وتخريب سيارته في تركيا.
حلب اليوم ومناطق سيطرة النظام والثوار و”قسد”..
ومن صميم مسؤولية “حلب اليوم”، -باعتبارها نبض المجتمع السوري بكل أطيافة وجغرافيته-، تفاعلت القناة الفضائية وكافة منصاتها الرسمية، مع واقع السوريين وما آلت إليه مناطقهم، حيث غطّت أخبارها جُل الأوضاع في مناطق سيطرة النظام على كافة الصُعُد، وخاصة معاناة الناس في تلك المناطق، لا سيما آثار الانهيار الاقتصادي على الأهالي، وضعف الخدمات المقدمة من حكومة النظام، وانهيار المنظومة الصحية وفقدان الأدوية في ظل انتشار “كورونا”، بالإضافة إلى فقدان الأمن مع كثرة حالات الخطف والقتل والسرقة وحوادث تناحر عناصر النظام وميليشياته.
ولا تزال “حلب اليوم” حاضرة وبقوة، لتغطية أخبار وأوضاع مناطق الشمال السوري المحرر، سواء في إدلب وريف حلب الغربي أو مناطق عملية غصن الزيتون (عفرين) أو مناطق عملية درع الفرات (تل أبيض ورأس العين)، حيث تعيش وسط الأهالي بأفراحهم وآمالهم وأحزانهم ومعاناتهم، وتسلط الضوء على مأساة النزوح والتهجير والمخيمات والوضع الأمني، ونجاحات المؤسسات الخدمية والتعليمية والإنسانية، وتلتقي مع أصحاب القرار وتسائلهم -كسلطة رابعة- فيما يصدرونه من قرارات أو يحققونه من خدمات للأهالي.
وامتدت “حلب اليوم” لتشمل أخبارها عموم مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، انطلاقاً من تفرد “وحدات حماية الشعب” بالقرار بقوة السلاح منذ معاركه ضد الفصائل في عفرين عام 2013، إلى تحالفه مع قوات “التحالف الدولي في سوريا” للسيطرة على مناطق (عين العرب ومنبج والرقة ودير الزور والحسكة) بعد إخراج “تنظيم الدولة” منها، ووجهت القناة ومنصاتها عناية خاصة لنقل أوضاع المدنيين، سواء من النواحي الأمنية والعسكرية حيث تفرض “قسد” التجنيد الإجباري في صفوفها على أهالي مناطق سيطرتها، بالإضافة إلى قضايا تجنيد الأطفال التي انتقدتها هيئات أممية، أو الناحية التعليمية غير المستقرة بسبب الاعتراض على المناهج من قبل الهيئات والسكان، أو ما بات يتقبله بعض السكان باعتباره “أمراً واقعاً”.
انطلاقة جديدة
في الذكرى التاسعة لانطلاق قناة حلب اليوم أعلنت القناة عن انطلاقة جديدة شملت سلسلة من البرامج الاجتماعية والسياسية والمنوعة ضمن استديو جديد ورؤية بصرية جديدة.
حلب اليوم.. نبض المجتمع السوري
ومع تصدّر “حلب اليوم” قائمة القنوات والمنصات المعنية بأخبار سوريا في الداخل وعموم بلدان العالم، استطاعت أن تنال ثقة متابعيها الذين تجاوز عددهم الأربعة ملايين على فيسبوك والثلاثمائة وأربعين ألفاً على يوتيوب وعشرات الآلاف على تلغرام وبقية المنصات، لتكون “حلب اليوم” بذلك، صوت المستضعفين في عموم سوريا، وصوت الناس الذي يسائل المسؤولين سواء بشكل مباشر كما في مناطق المعارضة، أو من خلال التصعيد الإعلامي على قرارات وإجراءات النظام و”قسد”.