حمص | خاص حلب اليوم
توفّي ثلاثة أطفال من أبناء النازحين السوريين ضمن مخيم الركبان جنوب شرق محافظة حمص خلال الأسبوع الماضي نظراً لانعدام الخدمات الطبية، وفقدان مادة حليب الأطفال عن قاطنيه الذين عجزوا عن تأمينه في ظلّ انقطاعهم عن العالم الخارجي بعد توقف إمداده بالمساعدات الإنسانية من قبل المنظمات الإغاثية منذ نحو عامين.
وأفاد مُراسل حلب اليوم نقلاً عن مصادر خاصة من داخل مخيم الركبان قولهم بأن الميليشيات المدعومة إيرانياً تعمل مع حواجز قوات النظام بتجفيف وسائل إيصال المواد الغذائية إلى أهالي المُخيم الذي تُقدّر أعدادهم بنحو عشرة آلاف شخص، وتفرض على سيارات النقل أتاوات مالية للسماح لهم بالوصول إلى المنطقة.
وحمّل أهالي المخيم منظمات الإغاثة الدولية، والأمم المتحدة المسؤولية التامة عن تردي الأوضاع المعيشية، وحالات الوفاة التي يشهدها مخيم الركبان في المرحلة الراهنة، وذلك بعد توقّفها عن إرفاد الأهالي بالمساعدات الغذائية، والطبية على حدّ سواء.
مصّدر محلي فضل عدم الكشف عن اسمه لضرورات أمنية قال بأن سبب وفاة الأطفال الثلاثة يعود لأسباب بسيطة، ومُعقّدة بذات الوقت، حيث سًجّلت حالة وفاة الطفل محمود ذو الثلاثة أعوام نظراً لانفجار الزائدة الدودية داخل جسده الذي لم يستطيع تحمل المُضاعفات، فيما تمّ تسجيل وفاة طفل يبلغ من العمر 4 أشهر بسبب عدم قدرة ذويه على تأمين حليب الأطفال داخل المخيم.
وأضاف المصدر: أن أمراض فصل الشتاء الذي بات على الأبواب تنذر بحالة من الخوف بين الأهالي لا سيما أمراض الزكام التي تتزامن مع انتشار جائحة كورونا في موجتها الرابعة التي تعتبر الأكثر فاعلية، الأمر الذي قد يتسبب بكارثة إنسانية بحق النازحين.
ولفت المصدر إلى أن مُعظم الأدوية، وعُلب الدواء يتم إحضارها بطرق “التهريب” حيُّ يتم وضعها أسفل الأعلاف التي يتمّ نقلها من مناطق سيطرة النظام وصولاً إلى الخيام في مخيم الركبان الذي يفتقد لأدنى مقومات الحياة، مضيفاً بأن المخيم يحتوي على نقطة طبية وحيدة تحت مسمى “مستشفى شام” الذي يغيب عنه الأطباء وأصحاب الخبرة من ممرضين ومُسعفين لتوفير الفحص الطبي للمصابين.
بدورها أغلقت السلطات الأردنية النقطة الطبية الوحيدة التي تتلقى الدعم من قبل المملكة الأردنية داخل مخيم الركبان بالتزامن مع انتشار جائحة كورونا-كوفيد19 بالتزامن مع إيقاف إدخال المرضى، من أصحاب الأمراض المستعصية، ومن هم بحاجة لإجراء عمليات جراحية إلى داخل الأراضي الأردنية، الأمر الذي ساهم بزيادة العبئ على قاطني المُخيم.
وتجدر الإشارة إلى أن مخيم الركبان الواقع ضمن المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني يُعّتبر أحد أكثر المخيمات “كارثية” على كافّة الأصعدة، ويخشى قاطنيه من العودة إلى قراهم التي هُجّروا منها على الرغم من الدعوات المتكررة لقوات النظام تخوفاً من الاعتقالات التعسفية التي طالت العشرات منهم لحظة وصولهم إلى مراكز الإيواء التي تمّ إنشاءها بإشراف روسي ضمن مناطق سيطرة النظام.