أوقفت الحكومة التركية تقديم الخدمات الطبية من علاج وإسعاف وأدوية، للمرضى السوريين الداخلين إلى الأراضي التركية عبر باب الهوى، لتلقي العلاج العاجل أو إجراء العمليات الجراحية بمن فيهم مرضى السرطان، فيما توقفت المستشفيات التركية القريبة من الحدود السورية عن منح العلاج لمئات المرضى السوريين المقيمين فيها حالياً، بحسب ما صرح به مكتب التنسيق الطبي في إدارة “معبر باب الهوى” لحلب اليوم.
وكشف المكتب الطبي عن وجود 450 مريضاً سورياً ضمن دور الاستشفاء في الريحانية ومثلهم بالمناطق المحررة غالبيتهم من مرضى السرطان والجراحات القلبية ينتظرون تفعيل النظام الجديد منذ منتصف شهر أيلول الجاري.
وأوضح مكتب التنسيق الطبي أن الجانب التركي من المعبر أوقف إصدار الهوية التركية (الكمليك) للحالات الباردة أو الاسعافية مع عدم السماح بالعلاج في الأراضي التركية، وذلك منذ 16 آب الفائت.
وأضاف مكتب التنسيق أن إدارة الهجرة ضمن المعبر التركي استبدلت الهوية التركية بما أطلقت عليها اسم “وثيقة سياحية علاجية” مكونة من خمس خانات لا تبدأ برقم 99 وتملك كافة بيانات المريض، وصلاحيتها لمدة شهر واحد فقط، وتُلزم المريض بالعودة إلى سوريا لتجديدها، وهو ما يسبب العناء للمرضى وخاصة في الولايات البعيدة.
وأكد المكتب الطبي أنه لم يصدر أي تعميم رسمي في تركيا حول ما يطلق عليها اسم “الوثيقة السياحية العلاجية”، ولم تعترف كافة المشافي بها باستثناء مشفى الدولة في ولاية هاتاي الذي سمح من خلالها بالعلاج لمدة أسبوعين، على أمل تفعيل النظام الجديد أو العودة للنظام القديم المعمول به سابقاً.
الصحة التركية تعلّق!
“حلب اليوم” حصلت على تعليق تركي رسمي حول القضية، حيث أكد مصدر مسؤول في مديرية الصحة التركية في ولاية غازي عنتاب صحة القرار، وصرح المصدر لحلب اليوم بأن الحكومة التركية عممت ذلك على جميع المشافي الخاصة والعامة، بسبب وجود مشاكل حول “الكمليك” والتنسيق بين آفاد ووزارة الصحة التركية.
وأفاد المصدر أنه بعد تلقي المرضى الطبابة اللازمة والتزام وزارة الصحة التركية بعلاج المرضى، للوزارة أن المريض غير مؤمن صحياً بسبب عدم تفعيل الكمليك من قبل “آفاد”.
وأضاف المصدر أن وزارة الصحة التركية لا تستطيع الحصول على مستحقاتها بعد تقديمها العلاج والدواء للمرضى بسبب عدم تفعيل الكمليك من قبل “آفاد”، ولذلك أوقفت الحكومة التركية تقديم الخدمات الطبية من علاج وإسعاف وأدوية للمرضى السوريين.
وأشار المصدر إلى أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع الأسبوع القادم في أنقرة بين وزارة الصحة التركية وأفاد والتأمين الاجتماعي لحل هذه المشكلة.
الجدير ذكره أن المشافي التركية تستقبل منذ بدء الثورة السورية، كافة الجرحى والمرضى الذين هم بحاجة إلى تدخل طبي عاجل غير متوفر في سوريا، وتشكل تركيا المنفذ الوحيد لملايين السكان في شمال غرب سوريا.