قال مراسل حلب اليوم في حمص، إن أهالي العديد من أحياء المدينة اشتكوا من الواقع الخدمي المتردي الذي تمرّ بها مناطقهم مقارنة مع باقي أحياء المدينة، ولا سيما على مستوى النظافة، وقطاع التعليم، وكذلك الخدمات الفنية التي من المفترض توفرها في أي حي من الأحياء السكنية داخل المُدن.
وأفاد عدد من سكان حي القرابيص، وحي جورة الشياح بتوقف عمل مضخات المياه المُغذّية لمنازلهم منذ أكثر من شهر، الأمر الذي يحملهم لشراء خزان المياه من الباعة المتجولين بسعر 7000 ليرة سورية بشكل يومي، ما يُشكّل عبئاً جديداً يُلقى على عاتق أرباب الأُسر في ظل تردي الأوضاع على المستوى المعيشي في مناطق سيطرة النظام.
ولم يكن أهالي حي البياضة، ودير بعلبة بأفضل حال من جيرانهم، الذين أعربوا عن استيائهم من ما وصفوه بـ”سياسة الكيل بمكيالين” من قبل حكومة النظام، ومؤسساته الخدمية في مدينة حمص، إذّ أوضح الأهالي غياب المشاريع الخدمية عن حي البياضة الذي تعرض لقصف ممنهج على مدى ثلاثة أعوام خلال مساندته للثورة السورية، والذي تسبب بخروج معظم أبراج ومحولات الكهرباء عن الخدمة، وكذلك توقف مبنى البريد (الهاتف) ومعظم شبكات مياه الشرب، والصرف الصحي.
وأشار الأهالي بأن التمييز بين الأحياء التي ناهضت النظام، وتلك التي وقفت إلى جانبه خلال الثورة السورية أصبح أمراً واضحاً للعلن، وذلك من خلال سحب معظم المشاريع الخدمية لصالح أحياء (الزهراء، والأرمن، وعكرمة، ووادي الذهب)، وغيرها من المناطق التي تُعّتبر من أولويات المؤسسات الحكومية كنوع من ردّ الجميل لأبناء تلك الأحياء.
في السياق تحدث أهالي طلاب المرحلة الابتدائية ضمن حي دير بعلبة عن تكبد أبناءهم مشقّة السير كل يوم لمسافة تتجاوز الـ 1كم للوصول إلى مدرستهم، على الرغم من وجود مدارس بالقرب منهم، لكن القصف أتى على معظمها، في الوقت الذي اتخذت المفارز الأمنية من باقي المدارس مقرات رئيسية لعناصرهم داخل الحي.
وعلى الرغم من قيام الأهالي بتقديم طلبات إصلاح لمدارسهم في أحياء البياضة ودير بعلبة إلا أن الردّ دائماً ما يأتي بالتأجيل تذرعاً بحصول عجز في الدائرة المالية التابعة لقطاع التعليم في حمص، الأمر الذي دفع لدمج طلاب المرحلتين الإعدادية، والابتدائية في مدرسة واحدة ريثما يتم العمل على إصلاح المدارس المتضررة.