قال “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” في تقرير له، أمس الأول الخميس، روسيا تدعم قوات النظام في الحملة التي تشنها على محافظة جنوب سوريا.
وبحسب التقرير، فإن درعا تقف في طريق مساعي النظام لترسيخ سيطرته على الأراضي منذ عام 2011، مشيراً إلى أن الكثير من السكان يعتبرون رئيس النظام، “بشار الأسد” مجرد “أمير حرب” ويرفضون الخضوع له منذ عقد من الزمن.
وأضاف التقرير، أنه وعلى الرغم من أن روسيا تواصل نهجها في إدارة الأزمة من خلال كيانات مثل “اللواء الثامن”، إلا أن الترتيبات المؤقتة التي توسطت فيها ليست مستدامة..
وأكد التقرير أن الهدف النهائي للكرملين هو فرض سيطرته الفعلية على القسم الأكبر من سوريا، أولاً من خلال قوات النظام البرية، ولاحقاً من خلال صناديق إعادة الإعمار الدولية، مبيناً أن روسيا “تدعم حملة القمع الذي يشنها النظام في درعا طالما أنها تسهّل بلوغ هذا الهدف”.
ويرى المعهد أن “بشار الأسد” ينتهج استراتيجيته المعتادة للسيطرة من خلال التطهير العرقي، وتبدو هذه النتيجة الأكثر ترجيحاً ما لم يتم تلبية المطالب المحلية بالحماية الدولية.
وقال التقرير إن على “واشنطن النظر في عدة عوامل ملحة. وأحد هذه العوامل هو التحوّل الأخير في السلوك الروسي تجاه الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا، والتي يمكن أن تصبح مشكلة أكبر إذا امتدت إلى مناطق حدودية استراتيجية كدرعا. وفي تموز على سبيل المثال، أفادت بعض التقارير أن موسكو ساعدت قوات النظام في اعتراض ضربات صاروخية إسرائيلية ضد أهداف مرتبطة بإيران في محافظتي حلب وحمص”.
وبين التقرير أن “موسكو تسمح على ما يبدو باستمرار هجوم الأسد على الرغم من أنها تدّعي التوسط في النزاع. وبالإضافة إلى ازدياد الاحتمالات بترتُّب عواقب وخيمة على سلامة المدنيين المحليين، فإن هذا النهج قد يشجع ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله والميليشيات الأخرى المدعومة من إيران في المنطقة على تنفيذ أعمال جديدة تشكل تهديداً لإسرائيل، على سبيل المثال، على طول حدود الجولان القريبة، وهذا بدوره قد يهدد المصلحة الأمريكية الكبرى في الاستقرار الإقليمي.
ورأى أن على الإدارة الأمريكية إعادة النظر في مسألة دعم المقاتلين المحليين في الجنوب، فدرعا هي مهد انتفاضة عام 2011، وعناصر المعارضة هناك لا يملكون نفس تاريخ “التطرف الجهادي” الذي شوهد في الشمال، مؤكداً أنه ينبغي على واشنطن أيضاً التنسيق مع الأردن بشأن الاستجابات المناسبة للنازحين داخلياً واللاجئين..
وشدد التقرير في ختامه على أن “هذه التطورات تثبت ما يفترض أن يكون المسؤولون الأمريكيون وشركاؤهم في الخارج قد أدركوه بالفعل وهو أن أي محاولة لتطبيع العلاقات مع نظام الأسد هي قصيرة النظر”.