وثق “مكتب توثيق الشهداء في درعا” في تقرير لهُ، اليوم الخميس، أكثر من ألف عملية ومحاولة اغتيال في درعا منذ توقيع اتفاق التسوية.
وقال المكتب إن محافظة درعا شهدت نمطاً جديداً من عمليات القتل والاستهداف المباشر ضد المدنيين وعناصر قوات النظام بما فيهم مقاتلي فصائل المعارضة الذين التحقوا بصفوف قوات النظام بعد اتفاقية “التسوية” في شهر آب من عام 2018.
وأضاف المكتب أن قسم الجنايات و الجرائم في مكتب توثيق الشهداء في درعا وثق ما لا يقل عن 1000 عملية و محاولة اغتيال خلال أقل من ثلاثة أعوام على سيطرة قوات النظام على كامل المحافظة، علماً أن هذه الإحصائية لا تتضمن الهجمات التي تعرضت لها حواجز و أرتال قوات النظام .
وأوضح المكتب أنه لاحظ أن عمليات القتل و الاستهداف المباشر ضد مقاتلي فصائل المعارضة السابقين الذين انضموا إلى اتفاقية “التسوية” و رفضوا الالتحاق بقوات النظام بعدها، كانت من أبرز أنماط القتل التي وثقها، حيث تم توثيق 235 عملية و محاولة استهداف ضدهم، بينهم 18 قائد سابق في فصائل المعارضة، أدت لمقتل 161 شخص و إصابة 61 آخرين بينما نجى 13 من محاولة اغتيالهم .
وأشار المكتب إلى أن، العمليات ضد مقاتلي فصائل المعارضة السابقين الذين انضموا إلى اتفاقية “التسوية” و التحقوا بعدها بقوات النظام، شكلت نمطاً أكثر انتشاراً، حيث وثق 377 عملية و محاولة استهداف ضدهم، حيث كان من ضمن المستهدفين 59 قائد سابق في فصائل المعارضة، أدى مجمل هذه العمليات لمقتل 249 شخص و إصابة 89 آخرين بينما نجى 39 من محاولة اغتيالهم.
وأكد المكتب أن عمليات الإغتيال طالت كذلك، مدنيين و ناشطين سابقين في المعارضة بما فيهم أطباء عملوا ضمن المشافي الميدانية قبل اتفاقية “التسوية” أو ناشطين في الحراك المدني و الإعلامي، حيث وثق 301 عملية و محاولة اغتيال ضدهم، أدت لمقتل 159 شخص و إصابة 102 آخرين بينما نجى 40 من محاولة اغتيالهم، مشيراً إلى أن بين هذه العمليات 30 عملية طالت رؤساء و أعضاء في المجالس المحلية الحالية أو السابقة في نمط بارز جداً من محاولات استهداف العاملين في الإدارات المحلية، كذلك وثق المكتب اغتيال 3 ناشطين إعلاميين مدنيين سابقين، و 2 من الأطباء ممن سبق لهم العمل ضمن المشافي الميدانية، واستطاع توثيق مقتل 5 من قضاة محكمة دار العدل سابقاً، ممن انضموا إلى اتفاقية “التسوية”، في نمط من العمليات يؤكد الاستهداف المباشر ضدهم.
وكان الأطفال ضحايا لعمليات الاغتيال غير المباشرة، حيث صدف تواجدهم رفقة أفراد مستهدفين من عائلاتهم، حيث وثق المكتب ما لا يقل عن 27 عملية و محاولة اغتيال تم تنفيذها دون مراعاة لوجود الأطفال في المكان، ما أدى لمقتل 23 طفل و إصابة 15 آخرين.
وأما بالنسبة للأسلحة المستخدمة في عمليات و محاولات الاغتيال، فإن 755 من عمليات و محاولات الاغتيال تمت باستخدام الأسلحة النارية، بينما وثق المكتب 81 عملية قتل تمت بعد اختطاف الضحية المستهدف و إعدامه ميدانياً، من بين هذه العمليات 18 ضحية تعرض لتعذيب واضح قبل إعدامه، بينما تم توثيق 127 عملية و محاولة تمت من خلال العبوات الناسفة و الأجسام المتفجرة المختلفة، و 35 عملية و محاولة باستخدام القنابل اليدوية و القذائف الصاروخية.
وتتركز عمليات الاغتيال بشكل واضح للغاية في ريف درعا الغربي حيث سجل المكتب 606 عملية و محاولة اغتيال في ريف درعا الغربي لوحده ما نسبته أكثر من 60% من إجمالي إحصاء التوثيق، بينما وثق المكتب 155 عملية و محاولة في مدينة درعا، ما نسبته 15% تقريباً من إجمالي التوثيق، وشهد ريف درعا الشرقي 239 عملية و محاولة اغتيال ما نسبته 24% تقريباً من إجمالي التوثيق.
يذكر أن قوات النظام فرضت سيطرتها على محافظة درعا قبل ثلاث سنوات تقريباً، وفقاً لاتفاق التسوية الذي وقع بين النظام و الفصائل المعارضة بضمانة روسية.