أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، تقريراً لها تحدثت من خلاله أن النظام يهدد ويعتقل ويعذب أهالي النشطاء السياسيين والعسكريين المعارضين على نحوٍ مشابه لأساليب “المافيا”.
وقال التقرير إن النظام لم يكتفِ بعمليات الاعتقال التعسفي والتعذيب الوحشي بحق المعارضين سياسياً، بل أجبرهم تحت التعذيب والترهيب على الظهور على شاشة الإعلام الحكومي والإدلاء بتصريحات وفقاً لما تمليه عليهم الأجهزة الأمنية، وفي كثير من الأحيان لجأ في مناطق سيطرته إلى أهالي المعتقلين أو نشطاء سياسيين خارج سوريا، وأجبرهم على الظهور على وسائل الإعلام والتبرؤ من أولادهم واتهامهم بالعمالة للغرب.
وأضاف التقرير أن الشبكة سجلت ما لا يقل عن 364 حالة ظهور إعلامي لمعتقلين لدى النظام، أو لأهالي نشطاء سياسيين أُجبروا على الحديث عبر وسائل الإعلام الحكومية أو الموالية للنظام بما فيها وسائل إعلام تابعة لميليشيا “حزب الله” وإيران وروسيا، وقد تحول قرابة 300 منهم إلى مختفين قسرياً.
وأوضح التقرير أن النظام كان قد أجبر والد الطبيبة الناشطة “أماني بلور” على الظهور في الإعلام الرسمي وتبني رواية الأجهزة الأمنية، من خلال فلم وثائقي عرض على قناة الإخبارية السورية أواخر شهر نيسان الفائت تحت عنوان “من النفق إلى النور” وكان هدف الفيلم بشكل رئيسي إيصال رسالة بأن النظام لم يقم باستخدام أسلحة كيميائية على منطقة الغوطة الشرقية بمحافظة ريف دمشق.
وأشار التقرير إلى أن قوات النظام، استجلبت عدداً من العاملين في المشافي الميدانية في الغوطة الشرقية والذين بقوا بعد أن سيطر النظام عليها، وقد أمرتهم بتأدية هذه الأدوار مقابل عدم تشريدهم قسرياً أو اعتقالهم وتعذيبهم.
وأكد التقرير أن الفيلم عمد إلى تشويه صورة الطبيبة “أماني بلور” والطبيب “سليم نمور”، اللذان عملا على إسعاف الجرحى والمصابين من قصف النظام بالأسلحة الكيميائية والأسلحة التقليدية على مدى سنوات طويلة.
وكان من بين الذين تم إظهارهم خلال الفيلم والد الطبيبة “أماني بلور” الذي بقي في الغوطة الشرقية ولم يتشرد منها، وطلب منه الظهور في الفيلم والتحدث لصالح رواية النظام في نفي الهجمات الكيميائية والقول بأنها هجمات مصطنعة ومفبركة من قبل الإرهابيين.
وفي ختام التقرير أوصت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مجلس الأمن الدولي بإدانة اتباع النظام لأساليب “المافيا” مع السوريين، والتنديد الواضح بإجبار والد أماني بلُّور على المشاركة في الفيلم المؤيد للنظام وبشكل خاص بعد شهادتها أمام مجلس الأمن الدولي.