شعار “المجلس الإسلامي السوري”
أصدر “المجلس الإسلامي السوري” أعلى هيئة ومرجعية إسلامية سورية للفتوى في المناطق المحررة ودول الجوار، فتوى وتوضيحات تتعلق بأحكام إخراج زكاة الفطر وفدية إفطار أهل العذر في رمضان، للعام الحالي 1442 هجري، الموافق 2021 ميلادي.
صدقة الفطر (زكاة الفطر):
على مَن تجب صدقة الفطر؟
وقال بيان المجلس الإسلامي السوري، إن زكاة الفطر عند جمهور الفقهاء، تجب على كلِّ مسلم ملك صاعاً فاضلاً عن قوته وقوت عياله ليلةَ العيد ويومَه، وإن كان محتاجاً بقيةَ أيامه، وأضاف البيان: “ومَن وجبت عليه صدقة الفطر وجبت عليه عمن هم في عياله ومَن تلزمه نفقتهم، ومَن أراد أن يخرجها عن نفسه منهم فهو جائز”.
هل يجوز دفع زكاة الفطر بـ”القيمة”؟
وأفتى علماء المجلس الإسلامي بجواز إخراج القيمة، مراعاةً لمصلحة الفقراء والمحتاجين في هذه الأحوال والأزمنة، ونظراً لاختلاف القيم في المناطق السورية المحررة، ونظراً إلى القول بصحة ذلك من قبل علماء المذهب الحنفي وعددٍ مِن الفقهاء الآخرين.
مقدار صدقة الفطر
وأوضح المجلس الإسلامي، أن مقدار صدقة الفطر عند جمهور الفقهاء هو صاعٌ مِن أصناف معينة من الطّعام، ويكون مِن الأصناف التي بيّنتها السنّة (صاعاً مِن طعام، أو صاعاً مِن شعير، أو صاعاً مِن تمر، أو صاعاً مِن أقِط، أو صاعاً مِن زبيب). وقد فُسِّر الطعام بغالب قوت البلد، فمَن أخرج صاعاً مِن هذه الأصناف فقد أدّى الزكاة.
ونظراً لتفاوت أسعار المواد بين يوم وآخر ومنطقة وأخرى، نصح المجلس بالرجوع الى قيم هذه الأصناف، وأقلها على مذهب الحنفية قيمة نصف صاع من القمح ويعادل (1,9) كيلو غرام، وهذا يقارب الواجب عند الجمهور وهو قيمة صاع من القمح أو غيره ويساوي (2,4) كيلو عندهم. وأردف: “يستحسن للمستطيع أن يزيد عن ذلك؛ لأنّ الأصناف المذكورة في الحديث متفاوتة القيمة، وربما تبلغ قيمةُ بعضها أضعافَ قيمة غيرها”.
وقت إخراج زكاة الفطر وجواز دفعها في رمضان
وقال نص بيان العلماء: ذهب جمهورُ الفقهاء إلى جواز تقديمها على ليلة العيد، وذلك لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن تُخرجَ قبل صلاة العيد، ولم يُقيّد ذلك بغروب شمس اليوم الأخير مِن رمضان، والمختار جوازُ تقديمها قبل العيد بيوم أو يومين؛ لما جاء في الحديث (وكانوا يعطُون -أي الصحابة- قبل الفطر بيوم أو يومين).
وذكرت فتوى علماء المجلس، أنه يجوز التعجيل بدفعها وتوكيل الجمعيات والجهات الخيرية قبل ذلك بأيام، لتتمكن مِن جمعها والعمل على إيصالها للمستحقين في وقتها، وهذا التوكيل مِن الدافع تبرأ به ذمتُه.
توجيهات للسوريين حول صدقة الفطر
وأكد بيان المجلس الإسلامي السوري، جواز إرسال صدقة الفطر مِن المقيمين خارج البلاد إلى الفقراء في سورية؛ لشدة الحاجة، بحيث تصل للمستحقين قبل صلاة العيد، ولا يجوز تأخيرها عن يوم العيد.
وأوضح المجلس أن تقدير مقدار زكاة الفطر يكون على حسب القيم في البلاد التي يقيم فيها الأشخاص حيث وجبت الزكاة.
وأضاف: السوريون المقيمون في الدول المجاورة وغيرها فعليهم أن يتبعوا ما تحدّده دوائر الفتوى في تلك البلاد، ومَن شق عليه ذلك فيمكنه أن يرجع إلى أقلّ التقديرات في البلد التي يقيم فيها، ويكون التقدير على مذهب الحنفية (نصف صاعٍ مِن القمح الذي يعادل 1,9 كغ)، والأفضل أن يزيد مَن وسع الله تعالى عليه.
وشدد على جواز التعجيل بدفعها وتوكيل الجمعيات والجهات الخيرية قبل ذلك بأيام، لتتمكن مِن جمعها والعمل على إيصالها للمستحقين
فدية الإفطار بعذر في شهر رمضان
وشُرعت الفدية بدلاً عن الصيام بالنسلة إلى كبار السّن الذين يصعب عليهم الصيام، أو المرضى الذين لا يستطيعون الصّيام ولا يرجى شفاؤهم، وفق ما نص البيان.
مقدار فدية الإفطار بعذر
قال بيان المجلس إن الفدية هي طعام مسكين، “فمَن أراد أن يخرجها مِن الأقوات فيطعم عن كلِّ يومٍ مسكيناً بمقدار نصف صاع وهذا مذهب الحنفية (وذهب الجمهور الى أن الواجب أقل من ذلك)، وإن أراد إخراجها بالقيمة، فإننا نرى أنّ أقل ما يجزئ عن اليوم الواحد في سورية هو قيمة نصف صاع من القمح عند الحنفية ويعادل (1,9) كغ”
وأما السوريون المقيمون في الدول المجاورة وغيرها، فأكد المجلس أن عليهم اتباع ما تحدّده دوائر الفتوى في تلك البلاد، مع أفضلية أن يزيد مَن وسع الله تعالى عليه، مع جواز أن تدفع الفدية يومياً في رمضان، أو تجمع لعدة أيام وتدفع، أو أن تدفع بعد العيد، مع أفضلية التعجيل ما أمكن.