استدعى رؤساء الأفرع الأمنية في محافظة حمص مجموعة من وجهاء، وأعيان ريف حمص الشمالي والجنوبي بشكل عاجل بعد ظهر يوم أمس الاثنين الأول من شهر مارس/آذار الجاري بهدف العمل على ضبط أمن المناطق التي كانت معارضة لحكم الأسد قبل التسوية التي تمّت منتصف العام 2018 الماضي.
مراسل حلب اليوم في حمص أفاد عن انعقاد اجتماع أمني في فندق سفير حمص ضمّ أعيان الريفين الشمالي، والجنوبي مع مجموعة من رؤساء الأفرع الأمنية، وعلى رأسهم رئيس فرع الأمن العسكري حسن خلوف، ورئيس فرع أمن الدولة العميد مدين ندّة بالإضافة لعدد من ضباط المخابرات في فرعي الأمن السياسي والأمن الجوي.
تهديد ووعيد لأبناء مناطق المصالحات:
وبحسب ما أفادت مصادر مطّلعة لقناة حلب اليوم فضّلت عدم الكشف عن اسمها لأسباب أمنية فإن الاجتماع استمر لنحو 4 ساعات تمّ خلاله مناقشة الخطوات الازمة لتثبيت الأمن، والاستقرار في الريفين لا سيما بعد نشاط مجموعات متفرقة في مدينتي الحولة، وتلبيسة ‘‘شمال حمص‘‘ تمثّلت بزرع عبوات ناسفة بالقرب من دوار البلدية في تلبيسة، وعودة انتشار ظاهرة المنشورات الورقية، والكتابة على الجدران بعبارات مناوئة لنظام الأسد.
وأضاف المصّدر بأن لهجة رئيس فرع الأمن العسكري حسن خلوف خلال الاجتماع لم تخلو من التهديد، والوعيد لأبناء المنطقة، حيث تمّ تذّكير الحاضرين بالسنوات السابقة التي شهدت حصار وقصف المنطقة للقضاء على “الإرهابيين” بحسب تعبيره، داعياً في الوقت ذاته على ضرورة العمل على تسليم المطلوبين من أبناء الريفين للجهات الأمنية، وعدم التستر على مكان إقامتهم.
المعتقلون على رأس المطالب:
في سياق متّصل طالب وجهاء الريفين الجنوبي، والشمالي من السلطات الأمنية الحاضرة في الاجتماع بضرورة العمل على إطلاق سراح المعتقلين من السجون، كبادرة حُسن نية من قِبل حكومة الأسد، الأمر الذي يضّمن نوعاً ما تهدئة النفوس لا سيما أن حركة (سرايا 2011) التي نَشطت مؤخراً في ريف حمص الشمالي، واستهدفت مفرزة الأمن العسكري في مدينة الرستن أواخر العام 2020 الماضي طالبت في بيانها بضرورة العمل على إطلاق سراح المعتقلين من أبناء المنطقة بالكامل.
إلى ذلك قامت قوات الأسد بتعزيز تواجد قواتها العسكرية على المداخل الرئيسية لمنطقة الحولة، وتحويل خط االسرافيس بين محافظة حمص، والقرى الموالية المتاخمة لتجمع منطقة الحولة بعد حالة الفلتان الأمني التي عانت منه المنطقة خلال الأيام الماضية تحسّباً لأي صدام قد ينشئ بين أهالي المنطقة التي فقدت المئات من أبنائها خلال حصار الميليشيات المساندة للأسد من أبناء المناطق الموالية له والمجاورة لقراهم.