سمحت ميليشيا حزب الله اللبناني المُسيطرة على الحدود البرية بين لبنان وسوريا، بفتح معابر غير شرعية بين البلدين بتوجيهات من حليفتها إيران، التي عملت على تزّكية أحد القياديين العسكريين المدعو (خيرالله عبد الباري) قائد قوات التدخل السريع ضمن مرتبات اللواء 47 المتواجد في محافظة حماة، والمعروف بولائه المُطلق للجانب الإيراني وفقاً لمراسل حلب اليوم.
فَشلَ بدخول مجلس الشعب.. ونجح بفتح معابر التهريب:
خيرالله عبد الباري أو كما هو متعارفٌ عليهِ (الحاج أبو الخير) أحدُ أبرز الشخصيات التي ذاعَ سيطها بينَ أوساط المجتمعِ المدني في محافظة حمص، باعتبارهِ قائدُ المَجموعاتِ القِتالية التابعة للميليشيات الإيرانية في جبل الـ47 في محافظةِ حماة، والذي بات حديثُ الشارعِ في الآونةِ الأخيرة، بعد ما نَجَحَ بِفَتحِ مَعابِر غَيرَ شرعيةٍ بينَ لُبنانَ وسوريا بهدفِ التهريب بين البلدين، وعلى رأسِ جَدولِ أعمالِه تَهريبُ المحروقات.
مراسلُ حلب اليوم في حمص لأفاد بأنَ (أبو الخير) حَضَر بقوةٍ في المِنطقَة مُنذ عامِ 2015 عقب ظُهوُرِه المُفاجئ في صورة جَمَعته مَع قاسم سليماني القائد الأسبق للحرس الثوري الإيراني، لِيَعمل إثرها على تَشكيلَ (لواء الرضا الشيعي) في قَرية المُختارية الموالية شمال حمص، قبل أن يتم تَرقيته لتشكيل مجموعات قتالية للتدخل السريع ضمن قوات الـ47 التي تديرها إيران بشكل مباشر عبر عملاءها في ريف حماة الجنوبي الشرقي.
من القصر اللبنانية إلى القصير السورية باب التهريب يفتح على مصرعيه:
حاولَ خير الله عبد الباري الترشح لعضوية مجلس الشعب في دورَتِه الأخيرة 2020 بِغطاءٍ، ودعمٍ إيراني إلا أنَ مَهَمَته لم تُكلل بالنجاح، وفَشلت إيران حينها بإقحام أحدِ أذرُعِها تَحتَ قُبِةِ المَجلس، لتعمل بعدها ميليشيا حزب الله اللبناني بتوجيهات إيرانية على فتح الباب على مصرعيه أمام (أبو الخير) للعمل على تهريب المحروقات، والمخدرات، من لبنان إلى سوريا، وعلى مرأى من قوات الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق بشار، والذي وقف عاجزاً أمام الشحنات التي تعبر المناطق الحدودية دون أي رقيب أو حسيب.
مراسل حلب اليوم حصلَ على معلوماتٍ مؤكدةٍ من مدينةِ حمص تُفيدُ بِقيامِ (أبو الخير) بالعملِ على فرزِ نَحوِ 80 صهريج سعة 40-30 ألف لتر للعملِ على نقلِ الَمحروقاتِ من لُبنانَ إلى سوريا، عَبرَ مِنطقةِ القصر اللُبنانية، مروراً بقرية المَصرية الحدودية التابعة لمدينة القصير السورية، لينتهي بها المطاف في مدينة شنشار الواقعة على أوتوستراد حمص-دمشق، بعدما تمّ تجهيز خزانات وقود ضمنها في وقتٍ سابق، بحيث تقدر كمية المحروقات التي تعبر الحدود بشكل يومي بنحو 900ألف لتر.
وتجدر الإشارة إلى أن معظم المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الأسد في الداخل السوري تعاني من نقص حاد في المحروقات المدعومة، من بنزين، ومازوت، وغاز، في الوقت الذي تجد البسطات منتشرة على اتوستراد حمص – حماة، وكذلك حمص – طرطوس حيث ينتسب أصحابها لقوات الفرقة 47 التابعة للميليشيات الإيرانية، وبذات الوقت تحظى برعاية أمنية من قبلها، الأمر الذي يتيح لأصحابها بيع المحروقات للسيارات، والمدنيين بأسعار مضاعفة دون أي مسائلة تذكر.