يصادف اليوم 15 كانون الأول 2020، الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاد المقدم “يوسف الجادر” الملقب بـ “أبو فرات”، المنشق عن قوات النظام وأحد كبار القادة العسكريين المنشقين عن جيش الأسد.
من هو أبو فرات؟
يوسف أحمد الجادر من مواليد عام 1970 مدينة جرابلس بريف حلب على الحدود السورية التركية، مقدم منشق عن قوات النظام في تموز 2012 وهو قائد لواء دبابات، انضم في بداية انشقاقه لفصائل المعارضة في مدينة الحفة بريف اللاذقية بعد رفضه لقصفها، ومن ثم عاد إلى مسقط رأسه بريف حلب ليتابع نضاله فيها حتى مقتله عن عمر 42 عاماً.
شارك أبو الفرات في العديد من المعارك ضد قوات النظام، أبرزها معارك حي صلاح الدين وسيف الدولة والسيطرة على مدرسة المشاة، حيث لم يترك أبو الفرات عناصره في كل أوقاتهم داخل وخارج أرض المعركة، إلى أن استُشهِد مع ثلة من رفاقه في 15 كانون الأول 2012، بعد أن استهدفتهم قذيفة أطلقتها عربة BMB على أطراف معسكر التدريب الجامعي في مدرسة المشاة خلال تمشيط المنطقة ممن بقي من قوات النظام فيها.
إنسانيته ورحمته وأخلاقه
آخر كلماته قبيل استشهاده كانت: “والله مزعوج لأنو هاي الدبابات دباباتنا وهدول العناصر أخوتنا.. والله العظيم كلما بشوف إنسان مقتول مننا أو منهون بزعل, قسماً بالله لو أنو ابن الحرام “بشار الأسد” مستقيل كان بلدنا أفضل بلد بالعالم.. بس تمسكت بالكرسي يا ابن الحرام ليش؟ وتقتل بالعالم الطالعة سلمية؟ ونحن ضبّاط قاعدين وعم نقول بلكي يزوق اليوم بلكي يزوق بكرا ونقعد ونفيق وتقول عصابات مسلحة و إرهابية, أي والله مانا إرهابية ولا كنا إرهابية”.
ترك استشهاد أبو فرات أثراً كبيراً في أوساط الثورة السورية وبين عناصر فصائل المعارضة، حيث كان واحداً من أكثر الشخصيات الثورية التي دعت إلى وحدة السوريين، وهو ما يعكسه قوله “أنا عشت باللاذقية 22 سنة.. أنا بعرف العلويين طيبين وفقراء.. يمكن عشر قادة فرق فقط هن يلي عايشين، وهدول (العلويين) حاطينون وقود للاستفادة منهم، وهم أبناء ضيع ما عندون أكل ولا خبز، وإذا مرض واحد منون بموت وما معه حق دواء”.
ماذا روى ابنه أحمد عن آخر زيارة له؟
كانت آخر زيارة لـ “أبو فرات” لعائلته قبل خروجه إلى معركة “ثوار الخنادق” (مدرسة المشاة) في 15 كانون الأول 2012، وصباح ذلك اليوم انشغل ابنه “أحمد الجادر” بفحص وتشغيل سيارة والده قبل أن يصعد إليها مع شابين من رفاقه.
وتابع أحمد، في حديثه لموقع “زمان الوصل”، “تقدمت منه حينها لأقبّل يده، وابتعدت السيارة بعد توديعه وأنا أراقبها بإحساس غريب، شعرت آنذاك بأنها المرة الأخيرة التي أرى فيها والدي، ومساء اليوم ذاته جاء خبر استشهاده الذي كان أليماً على كل معارفه ومحبيه”.
وأردف ابن “أبو فرات” أنه لم يصدق استشهاد والده وكان يظن أن الخبر تمثيلية لخداع النظام على عادته لكن إطلاق النار في شوارع جرابلس وأصوات الناس أكدت له الخبر المر، وهرع ليركض في الشارع وهو يصرخ: “يا بابا وينك وينك يا بابا أنت وعدتني ترجع بس ما وعدتني ترجع مستشهد”.
الجدير بالذكر أن “أبو فرات” بات رمزاً من رموز الثورة السورية، وكان أُطلق اسمه على مدرسة المشاة بريف حلب تكريماً له وتقديراً لجهوده في تحرير مناطق واسعة من مدينة حلب وريفها وطرد قوات النظام منها.