اكتشف باحثون وجود غاز الفوسفين داخل طبقات من سحب كوكب الزهرة شديدة الحموضة، وهو الغاز الذي ينبعث على كوكب الأرض من الكائنات الحية.
ونشرت نتائج الدراسة في مجلة “نيتشر أسترونومي”، يوم الاثنين الفائت.
واعتبر مدير وكالة الفضاء الأمريكية “سانا” أن الاكتشاف هو “أهم حدث” في مسيرة البحث عن حياة خارج الأرض، ودعا إلى تغيير مسار الأبحاث من سطح المريخ إلى سطح الزهرة.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن أستاذة علم الفلك في جامعة كارديف البريطانية والمشرفة على الدراسة “جاين غريفز” قولها إن
وجود غاز الفوسفين لوحظ عن طريق مراقبة الغلاف الجوي لكوكب الزهرة، باستخدام تلسكوبين راديويين.
ويعتقد أن مصدر الغاز “مسارات غير معروفة من الكيمياء الضوئية أو الأرضية، أو قد تكون مشابهة للمسار الحيوي الخاص بإنتاج الفوسفين على الأرض بفضل وجود حياة”، وفق الوكالة.
ويتواجد هذا المركب في الكواكب العملاقة لكن ليس له أصل بيولوجي كما في كوكب الأرض حيث يرتبط بالأنشطة العضوية أو الجرثومية.
وتأمل “غريفز” أن تكون الدراسة “أخذت في الاعتبار كل المسارات التي من شأنها تفسير وجوده في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة”، ومن هذه الفرضيات احتمال أن يكون الغاز جاء من أحد أشكال الحياة، وفي حال كانت الفرضية صحيحة فهي تعتقد أن شكل الحياة سيكون بحجم صغير ويطفو بحرية.
وشددت الباحثة على أن رصد الفوسفين ليس “دليلا صلبا” على وجود حياة بل قد يكون ناتج عن كيمياء تخرج من الطبيعة ولا تفسير لها.
وقالت غريفز “حتى لو كان كوكب ما يحوي الفوسفور بكميات كبيرة، قد يفتقر عنصرا آخر لازما للحياة، كوجود عناصر أخرى، أو لكون وسطه شديد الحرارة أو الجفاف”.
ويتوافق العلماء على أن الغلاف الجوي في الزهرة ليس ملائما بالمبدأ لوجود حياة بسبب “مستويات الجفاف القصوى والحموضة الفائقة”. غير أن هذه الملاحظة قد لا تصح على سحبه.