حذّر أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من “عواقب وخيمة على الأوضاع السياسية والاجتماعية بالبلدان العربية من جراء انتشار فيروس كورونا.
وقال غوتيريش إن الجائحة الحالية “كشفت هشاشة الاقتصاديات والمجتمعات العربية والصعوبات في استجابة بلدان المنطقة للفيروس”، مضيفاً أن الوباء العالمي كشف عن تحديات متوطنة وعانى اقتصاد المنطقة من صدمات متعددة من الفيروس والانخفاض الحاد في أسعار النفط والتحويلات والسياحة.
وتابع أن التوقعات الاقتصادية وصلت إلى أدنى مستوياتها في 50 عاما، ومن المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الإقليمي بأكثر من 5% حيث ستواجه بعض البلدان انكماشا يتكون من رقمين (يقصد أكثر من 10%).
وأردف قائلا: “مع سقوط الملايين لأسفل السلم الاقتصادي، سيعيش ربع السكان العرب بالكامل في فقر وذلك وسط منطقة مليئة بالتوترات وعدم المساواة، مما سيكون له عواقب وخيمة على الاستقرار السياسي والاجتماعي”.
وأوضح غوتيريش أن “بعض المجتمعات تضررت بشكل خاص – بما في ذلك النساء والمهاجرين – الذين يمثلون 40٪ من القوى العاملة – و 55 مليون شخص يعتمدون بالفعل على المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة.. و26 مليون لاجئ ومشرد داخليًا العالقين في نزاعات مسلحة بالمنطقة”.
وحدد أمين عام الأمم المتحدة 4 أولويات رئيسية يتعين على الدول العربية تنفيذها من أجل “إعادة البناء بشكل أفضل “.
وتتمثل الأولوية الأولي في ضرورة “إجراءات فورية لإبطاء انتشار المرض وإنهاء النزاع وتلبية الاحتياجات العاجلة للفئات الأكثر ضعفا واحترام الدعوة إلى وقف عالمي لإطلاق النار”.
وتتعلق الأولوية الثانية بـ “تكثيف الجهود لمعالجة أوجه عدم المساواة من خلال الاستثمار في الصحة والتعليم الشامل ؛ أرضيات الحماية الاجتماعية ؛ والتكنولوجيا”.
والأولوية الثالثة بحسب الأمين العام تتمثل في “تعزيز الانتعاش الاقتصادي من خلال إعادة تصور النموذج الاقتصادي للمنطقة لصالح اقتصادات أكثر تنوعاً وخضراء (أي اقتصاديات صديقة للبيئة)”.
وبالنسبة للأولوية الرابعة، أكد الأمين العام أن “الوقت حان في المنطقة العربية لحقوق الإنسان ، وضمان مجتمع مدني نابض بالحياة ووسائط إعلام حرة ومؤسسات خاضعة للمساءلة وتقوية العقد الاجتماعي”.
واختتم قائلا إن “كل هذه الخطوات محورية لمساعدة المنطقة العربية على إعادة البناء بشكل أفضل وتعزيز قدرتها على تحمل الصدمات المستقبلية”.