صورة أرشيفية
تواصل قوات النظام وميليشيا “حزب الله اللبناني منع سكان مدينة القصير والقرى المجاورة لها في ريف حمص الجنوبي الغربي من العودة إليها، على الرغم من أنها تعتبر من أولى المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام في سوريا منتصف عام 2013، وفقاً لما أفاد به مراسل “حلب اليوم”.
وعلى الرغم من سيطرة ميليشيا حزب الله على القصير وما حولها لسنوات، إلا أنها لم تخرج من المنطقة بل سكن مئات العناصر مع عائلاتهم في المنازل الصالحة للسكن في المدينة وباتوا يشترون عقارات بعقودٍ مزوّرة ، وفق مصادر أهلية من القصير.
لهذا السبب يبقى “حزب الله” في القصير
يقول “حسن العلي” نازح من مدينة القصير ومقيم في مخيمات عرسال اللبنانية لـ”حلب اليوم”، إن أقربائه ذهبوا ليروا منازلهم في المدينة قبل أشهر، وإذ بعائلات لعناصر ميليشيا حزب الله تسكن منازلهم، وعند سؤالهم عن سبب وجودهم في منازلهم أجابوهم بأنهم في “واجب جهادي” من أجل أهالي القصير ولن يخرجوا من المنازل.
ويضيف “العلي” أن عناصر الميليشيا يعملون على زراعة “الحشيش” وتجارة المخدرات في القصير وما حولها، مردفاً “عناصر الحزب يعملون على إذلال العائلات القليلة جداً والمتمسكة بمنازلها ولم تنزح من المدينة رغم الحملة العسكرية التي طالتها منتصف عام 2013 بقيادة ميليشيا حزب الله اللبناني”، وفق قوله.
زراعة الحشيش وتجارة المخدرات أبرز ممارسات الحزب في المنطقة
يبين “محمود عامر” أحد أهالي القصير والمهجر خارج سوريا لـ”حلب اليوم”، أن عناصر الميليشيا يعملون على زراعة الحشيش وتجارة المخدرات في بساتين وأراضي القصير وما حولها، خاصةً وأنها تتميز بموقع جغرافي مهم بالنسبة لـ”حزب الله”، لمحاذاته لحدوده داخل لبنان، بالإضافة لكونها أحد المعابر المهمة للميليشيا وأسلحته التي يقوم بنقلها عبر الطريق الواصل بين لبنان والقصير.
وأضاف “عامر” أن القصير لها أهمية جغرافية أخرى فهي تربط العاصمة دمشق بالساحل السوري “طرطوس واللاذقية” عبر “حوض العاصي”، مؤكداً أن حزب الله والميليشيات المدعومة إيرانياً حوّلوا المدينة إلى ثكنات عسكرية ومراكز لتدريب الميليشيات الطائفية، من بينها ميليشيا “لواء الرضا” ذات النفوذ الواسع في حمص.
ما هو دور حزب الله في عودة الأهالي إلى القصير؟
أوضح أحد أهالي القصير وموجود في لبنان فضل عدم كشف هويته لأسبابٍ أمنية لـ “حلب اليوم”، أنه في أوائل تشرين الأول العام الماضي، دعا الأمين العام لميليشيا حزب الله اللبناني “حسن نصر الله” إلى اجتماع في منطقة “الهرمل” اللبنانية حضره “علي حيدر” وزير المصالحة في حكومة النظام، دون حضور أي ممثلين عن نازحي القصير.
وبحسب المصدر، فإن الاجتماع كان يركّز حينها فقط على خمس قرى في منطقة غرب العاصي بريف القصير والتي يقطنها أهالي ينتمون لعشائر عربية تربطهم مصالح تهريب وزراعة حشيش ومخدرات مع حزب الله اللبناني وسُمح حينها بعودة حوالي 1200 عائلة ممن لا تربطهم صلات مع عناصر معارضين للنظام سابقاً، مشيراً إلى أن قوات النظام وحزب الله لم تقدّم أي ضمانات لأهالي القصير حتى تمكنهم من العودة إليها.
الجدير بالذكر أن قوات النظام طلبت من أهالي جميع المناطق التي سيطرت عليها وأهمها ريف دمشق، العودة إليها على الفور، وذلك على الرغم من أن مدينة القصير تعد أول منطقة يتم انتزاعها من فصائل المعارضة، ولم يسمح إلا لبعض أهلها بالرجوع إليها منذ منتصف عام 2013 وحتى اليوم، ليبقوا مهجرين في مناطق سورية عدّة ودول الجوار، لأسبابٍ لا يعرفها سوى من يسيطر عليها، وفقاً لمراسلنا.