بعد أن تصدّر حديث الشارع التركي، التقى الشاب السوري “محمود العثمان” مع السيدة التركية “دوردانه أيدن” التي أنقذها وزوجها من تحت أنقاض منزلها المدمر جراء الزلزال الذي ضرب مدينة ألازيغ شرقي تركيا الجمعة.
وانهمرت دموع “دوردانه” لحظة لقاء “محمود” وقالت له “أنت بطلنا”، وعندما رأت الجروح الموجودة على يدي وذراعي العثمان، زاد بكاء دوردانة، وقالت له بعد أن علمت بأن والدة محمود في سوريا: “لا تحزن أنا أمك وأختك ولن أتركك بعد اليوم”.
وعن اللحظات التي أمضتها تحت الانقاض، قالت دوردانة: “كنا أنا وزوجي تحت الانقاض، قمنا باحتضان بعضنا البعض ولم نتخيل أننا سنخرج أحياءً من هناك”.
من جانبه قال الزوج “ذلكف آيدن”، إن محمود بذل جهودا مضاعفة لإنقاذه من تحت الانقاض، واستطرد قائلا: “لو كنا مكان محمود ربما لم نكن لنبذل كل هذا المجهود، فعندما رأيت ضوء هاتف محمود بدأت بالصراخ وطلب المساعدة، حينها أدركنا أننا سننجوا من تحت الانقاض، وبعد أن أزال محمود الركام من فوقي تمكنت من النجاة بمساعدته، وبعد ذلك بدأ بمساعدة زوجتي”.
وتابع: “ظننا أن فترة الإنقاذ كانت قصيرة، وعلمنا لاحقا أن محمود بذل جهدا لمدة 3 ساعات ونصف الساعة لإنقاذ زوجتي، وبعد أن أنقذ زوجتي توجه محمود لمساعدة الآخرين، وبالأمس ذهبنا إلى مكان الأنقاض على أمل اللقاء به.
أما الشاب السوري محمود الذي جاء إلى ولاية “هطاي” جنوبي تركيا قبل عامين من محافظة حماة السورية، وانتقل قبل 3 أشهر إلى ألازيغ من أجل دراسة الجامعة، فقد قال إن الزلزال وقع عندما خرج من العمل وكان في طريقه إلى ممارسة الرياضة، ليتجه على الفور بعد انتهاء الهزة إلى المكان الذي تهدم وهو يسمع أصوات الناس هناك.
وأضاف: “سمعت صوت تلك المرأة وزوجها، دخلت المنزل المهدم وفي يدي المصباح وبعدها ناديت بعض الشباب لكي يساعدوني في هذا الأمر.. أولاً أخرجنا الرجل من تحت الانقاض وبعدها بدأت بإخراج المرأة وأزلت عنها الكثير من الأشياء التي سقطت فوقها”.
وتابع: “عندما رأيتها كان الركام ساقطا على أقدامها ولا تستطيع أن تتحرك فبدأت بإزالة ذلك الركام إلى أن خرجت أقدامها وبعدها أخرجت المرأة ونقلت إلى المستشفى”.
وحول الجروح الموجودة على ذراعه ويديه، قال محمود: “إنها جروح غير مهمة وبسيطة.. المهم هو نجاتها.. بعد الزلزال ضاع هاتفي أيضا ولكن ليس أمرا مهما.. بالنسبة لي المهم هو نجاة أولئك الناس”.
وكان قد تصدر وسم “السوري محمود” (Suriyeli mahmut) المرتبة الأولى على قائمة الأكثر تداولا على “تويتر” في تركيا، بعد انتشار مقطع فيديو لسيدة تركية، تكلّمت عن مساعي شاب سوري قام بالحفر بيديه حتى أصيب بجروح لأجل إنقاذها من تحت الأنقاض.
وأظهر الفيديو السيدة التركية وهي تتوجه بالشكر لشاب سوري اسمه “محمود” قائلة: “تعرفون أولئك السوريين الذين ننتقدهم..شاب منهم اسمه محمود بقي يحفر التراب بأظافره، حتى تمزقت يديه وهو يحاول إخراجنا من تحت الأنقاض”.
وأضافت: إن من تتكلمون عنهم بسوء هم من أنقذوني وبعد خروجي وعندما أتعافى من إصابتي سأخرج من المشفى لأبحث عن محمود لاشكره”.
الجدير ذكره أن زلزالاً بقوة 6.8 على مقياس ريختر ضرب ولاية “إيلازيغ” التركية، وأسفر عن وفاة 38 شخصاً وإصابة أكثر من ألف شخص، بحسب السلطات التركية.