متظاهرون في بغداد في 1 تشرين الأول 2019
قتل خمسة متظاهرين خلال 24 ساعة في العراق، عقب اتساع رقعة المظاهرات في عدة محافظات، في حين لجأت القوات الأمنية لإطلاق الرصاص الحي في الهواء لتفريق المحتجين، وفقاً لوكالة “فرانس برس”.
وأوضحت الوكالة، أن متظاهرين اثنين قتلا بالرصاص مساء اليوم الأربعاء في الناصرية بمحافظة “ذي قار”، غداة مقتل متظاهر في المدينة التي تبعد 300 كيلومتر جنوب بغداد، مضيفةً أن متظاهرين اثنين آخرين قتلا منذ الثلاثاء في بغداد، حيث امتدت التظاهرات لتطال أكثر من ستة أحياء في العاصمة.
وأشارت إلى أن المتظاهرين في أحياء بغدادية عدة، أقدموا على إشعال إطارات وقطع طرقات رئيسية، منوهةً إلى أن المحتجين يسعون للتوجه إلى ساحة التحرير في وسط العاصمة، التي تعتبر نقطة انطلاق تقليدية للتظاهرات في المدينة، ويفصلها عن المنطقة الخضراء جسر الجمهورية حيث ضربت القوات الأمنية طوقاً مشدداً، منذ الثلاثاء.
ونقلت الوكالة عن مصادر طبية، أنه تم نقل أكثر من ستين شخصاً إلى مستشفيات بغداد، مشيرةً إلى أن تسعة منهم أصيبوا بالرصاص الحي، وآخرون كانوا يعانون الاختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع أو أصيبوا خلال عمليات التدافع.
من جانبها، نقلت وكالة الأناضول، عن مصدر أمني عراقي، اليوم الأربعاء، أن المئات من المتظاهرين أضرموا النيران في البوابة الخارجية لمبنى مجلس محافظة الديوانية جنوبي البلاد، في محاولة لاقتحامه.
وقال “صفاء كامل”، ضابط برتبة مقدم في قيادة عمليات الفرات الأوسط (تابعة للجيش)، إن “المتظاهرين أضرموا النيران في البوابة الخارجية للمبنى الذي فرضت قوات مكافحة الشغب وقوات الأمن الأخرى إجراءات مشددة لمنع اقتحامه من قبل المتظاهرين”.
كما نقلت الوكالة عن شهود عيان في محافظة بابل جنوب العراق، أن “قوات مكافحة الشغب استخدمت الرصاص الحي وخراطيم المياه والهراوات، لفضّ اعتصام أمام مبنى مجلس المحافظة”، وأضاف الشهود أن “العشرات من المتظاهرين أصيبوا بجروح جراء فض الاعتصام”.
بدورها، نددت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم، باستخدام العنف في احتجاجات تشهدها عدة مدن عراقية، فيما دعت بريطانيا إلى احترام حق “التظاهر السلمي” وتلبية مطالب المحتجين “المشروعة”.
كما أعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق “جينين هينيس-بلاسخارت” عن “قلق بالغ”، داعية السلطات إلى “ضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات”.
وأبدت لجنة حقوق الإنسان النيابية اعتراضها على “ردة الفعل الخاطئة وأسلوب قمع التظاهرات السلمية”، مؤكدة ضرورة أن “يتحمل الجميع مسؤوليته”.
ويشار إلى أن آلاف العراقيين تظاهروا أمس الثلاثاء، في ساحة التحرير وسط بغداد ومحافظات أخرى، مطالبين بتوفير الخدمات، وتحسين الواقع المعيشي، وتوفير وظائف، والقضاء على البطالة والفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة.
واستخدمت الأجهزة الأمنية وقوات مكافحة الشغب الرصاص الحي وخراطيم المياه الساخنة وقنابل الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق المحتجين من أمام جسر “الجمهورية” المؤدي إلى المنطقة الخضراء المحصنة ومبنى الحكومة الاتحادية.، وفقاً للأناضول.