بشار الأسد وهو يلقي خطاباً أمام ممثلين وعاملين بالمجتمع المدني بحكومة النظام – أرشيفية
كشف تحقيق استقصائي أول أمس الاثنين، عن “مجموعة غامضة” تدعم نظام الأسد، من خلال منحها آلاف الدولارات لنشطاء “اليمين “المتطرف ومواقع التآمر وشخصيات يوتيوب وجوليان أسانج مؤسس ويكيليكس”، وذلك تحت ستار جائزة “النزاهة المطلقة في الصحافة”.
وأوضح موقع “Bellingcat” الاستقصائي أن التمويل يُقدم تحت غطاء جائزة تدعى “جائزة سيرينا شيم للنزاهة المطلقة في الصحافة”، والتي ترعاها منظمة تدعى “The Association for Investment in Popular Action Committees” (جمعية الاستثمار في لجان العمل الشعبي) والتي من المفترض أنها غير ربحية مقرها في “خليج سان فرانسيسكو” الأمريكي.
وبيّن التحقيق أن المنظمة تهدف “ظاهرياً” إلى رفع مستوى الوعي حول “قضايا العدالة الاجتماعية التي هي مفتاح السلام العالمي المستدام”، لكن الهدف الحقيقي هو تعزيز الدعم العام لرئيس النظام “بشار الأسد” الذي تورط في “جرائم حرب” أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد الملايين.
ما هي جائزة “سيرينا شيم”
وجائزة “سيرينا شيم” التي تدعمها الجمعية مالياً، تمنح على حد وصف الجمعية لـ”الصحفيين غير المشهورين الذين يقولون الحقائق في الأوقات العصيبة”، إذ سميت الجائزة باسم صحفية أمريكية كانت تعمل لصالح قناة “برس تي في” الإيرانية ولقت مصرعها خلال حادث سيارة في عام 2014 أثناء وجودها في تركيا، وقد تم منح الجائزة لعشرين شخصاً أو مؤسسة إخبارية ما يعني أنه حوالي 120 ألف دولار أمريكي من أموال الجائزة ذهبت لصالح وسائل الإعلام الموالية لرئيس النظام “بشار الأسد”، وفق التحقيق.
وبحسب التحقيق فإن النظام كافأ المجموعة الداعمة له بتأشيرات مكنتهم من الوصول إلى كبار المسؤولين في دمشق، إضافةً إلى مكافأة مجموعة أخرى متفرعة عن “جمعية الاستثمار” وتدعى “Syria Solidarity Movement” (حركة التضامن السورية).
من هي “حركة التضامن السورية”؟
تأسست “حركة التضامن السورية” في عام 2013 لتسهيل جولة للقسيسة “أغنيس” التي تدعم رئيس النظام “بشار الأسد” في أمريكا الشمالية، والتي تدّعي أن الهجوم الكيماوي على الغوطة مجرد مؤامرة من قبل فصائل المعارضة وأن الأبرياء لم يقتلوا على يد النظام.
كما تحدثت “أغنيس” أمام حشود في مناطق مختلفة بالولايات المتحدة كممثلة عن “لجنة مصالحة” تابعة للجمعية السورية، وهي “مبادرة زائفة” تابعة لـ”جمعية الاستثمار” أطلقها نظام الأسد من دمشق ويقودها “علي حيدر” وزير في حكومة النظام وزعيم “Syrian Social Nationalist Party” (حزب السوري القومي الاجتماعي).
ولا تكشف “حركة التضامن السورية” أو مندوبيها بـ”جمعية الاستثمار” عن المتبرعين لها، في حين كشف التحقيق أنه بين عامي 2007 و2017 تلقت الجمعية نحو 1.8 مليون دولار من متبرعين لم يكشف عن هوياتهم، وذلك بحسب التقارير المالية المقدمة إلى “مصلحة الضرائب IRS”.
ووفقاً للتحقيق، فإن الحركة يرأسها شخص يدعى “كمال عبيد” وهو مهندس إنشائي وعضو مجلس إدارة استشاري في “Architects & Engineers” (المعماريون والمهندسون).
وأضاف التحقيق أن “خازن الحركة” الذي يدعى “Paul Larudee”، مؤيد لنظام الأسد، وذهب إلى سوريا عام 2014 بصفة مراقب دولي للانتخابات، التي فاز فيها الأسد بنسبة 88.7 بالمئة!، لافتاً إلى أنه خلال زيارته لدمشق، تم استضافته هو ومراقبين آخرين في منظمة إيرانية تدعى “the International Union of Unified Ummah” (الاتحاد الدولي للأمة المتجانسة).
وأكد الموقع أنه حاول التواصل مع “عبيد” وPaul” عن طريق الإيميل والهاتف، وطلب منهما التعليق على الجوائز التي منحوها للعديد من النشطاء والمواقع، إلا أنه لم يلق أي ردّ.
ناشطون أمريكيون يتلقون الدعم من “حركة التضامن السورية”
وأكد التحقيق تلقي بعض الناشطين الأمريكيين الذين يتعاملون مع مثل هذه المؤسسات تمويلاً منها مثل الكوميديان الأمريكي المعروف بـ “جيمي دور” الذي أصبح معلّقاً سياسياً، وقد كشفت تقارير “مصلحة الضرائب” تلقي “دور” أموالاً من الجمعية الراعية لجائزة “سيرينا شيم” الصحفية في عام 2017، بلغت 2500 دولار.
وكان صرّح “دور” في عام 2017 أن الهجوم الكيماوي الذي استهدف بلدة “خان شيخون” بريف إدلب الجنوبي التي كانت تحت سيطرة المعارضة “هجوم كاذب”، وأنه تم زرع جثث الأطفال على يد من وصفهم بـ”المتطرفين”، كما استضاف في إحدى حلقاته على “يوتيوب” الصحفية “إيفا بارتلت” والتي تعد إحدى مؤسِّسات “جمعية التضامن السورية” وأول من يفوز بجائزة “سيرينا شيم”، بحسب التحقيق الاستقصائي.
وأشار الموقع أيضاً إلى أن بعض المواطنين الأمريكين الذين حصلوا على تمويل من “حركة التضامن السورية”، مثل (Blumenthal, Khalek, and Baraka) قدموا إلى سوريا في 8 أيلول 2019، وحضروا “منتدى اتحاد التجارة” في سوريا برعاية “بشار الأسد” وذلك بهدف الوقوف في وجه العقوبات والحظر الاقتصادي المفروض على النظام، في وقت لا يمنح فيه نظام الأسد “فيزا” العبور إلى سوريا لأي مواطن أمريكي”.
يشار إلى أن موقع “Bellingcat” هو مجموعة عالمية مستقلة من الباحثيين والصحفيين الاستقصائيين مقرها في العاصمة الهولندية أمستردام، ولديهم موظفين في 20 دولة حول العالم، يهدف إلى البحث والتحقيق في قضايا دولية عديدة مثل الجرائم ضد الإنسانية واستخدام الأسلحة الكيماوية والحروب حول العالم.
المصدر: bellingcat