مديرية التربية الحرة في إدلب
تفاجأت مديريات “التربية الحرة” في حماة وحلب وإدلب يوم أمس بقرار وقف الدعم عنها، والذي تزامن مع بدء العام الدراسي والأضرار الكبيرة التي تعرض لها قطاع التعليم ومؤسساته جراء التصعيد الأخير ضد الشمال السوري.
حيث أوضح معاون مدير “التربية الحرة” في إدلب “محمد الحسين” لـ”حلب اليوم” أسباب قرار المانحين وقف الدعم عن قطاع التربية والنتائج المرحلية والمستقبلية لهذا القرار.
أسباب توقف الدعم
وأكد “حسين” لـ”حلب اليوم” أنّ 65% من منحة “مناهل” للتعليم والمقدمة من الاتحاد الأوربي توقفت، وهي تغطي قرابة الـ4400 مدرّس موزعين على 500 مدرسة تقريباً تضم حوالي 160 ألف طالب وطالبة.
وعن الأسباب التي دعت المانحين لوقف الدعم، أشار “حسين” إلى أنّ الأسباب المعلنة للجهات الداعمة هي عدم وجود التمويل، علماً أنّ هذه المنحة موقعة منذ سنتين ولمدة ثلاث سنوات تنتهي في نهاية العام الدراسي الحالي 2019-2020.
160 ألف طالب مهددون بالتسرب المدرسيّ!
وأضاف معاون مدير “التربية الحرة”، أنّ هذا القرار يهدد بانهيار العملية التربوية في الشمال السوري، حيث من الطبيعي أن يبحث المدرسون بعد توقف الدعم عن عمل آخر يعيلون من خلال أسرهم، وبذلك ستكون المدارس مهددة بالإغلاق وتسرب الطلاب خارج صفوف الدراسة، خاصة وأنّ نسبة التسرب بالأصل مرتفعة بسبب الظروف التي يعيشها الشمال السوري، حيث تجاوزت نسبة التسرب قرابة الـ30% بما يقارب 220 ألف طالب ممن هم في سن التعليم.
الحلول والبدائل التي تسعى لها التربية بعد توقف الدعم.
وعن الحلول والبدائل التي ستواجه “التربية الحرة” من خلالها هذا الواقع الجديد خاصة مع بدء العام الدراسي، أوضح “الحسين” أن التربية تتواصل مع الجهات المانحة سواء التي أوقفت دعهما وكذلك مع جهات مانحة أخرى، لعلها تقوم بتقديم الدعم لسد الخلل الذي خلفه قرار وقف منحة الاتحاد الأوربي للتعليم.
كما أشار “الحسين” إلى أنّ العملية التربوية بالأصل كان تواجه الكثير من التحديات قبل قرار وقف الدعم وهي تحديات متعلقة بضعف التمويل، حيث هناك حاجة ملحّة لتأمين الكتاب المدرسي، كما أنّ عشرات المدارس بحاجة إلى ترميم خاصة مع نسبة النزوح الكبيرة الأخيرة، والتي اقتضت الخطة بأن تتم مواجهتها بزيادة نسبة استيعاب المدارس من خلال اعتماد سياسة دوام الفوجين وزيادة عدد طلاب الشعب الصفية وإحداث خيم تعليمية، وهي سياسة مؤقتة فرضتها الظروف الحالية في الشمال السوري.
المخاطر المستقبلية لتضييق الخناق على التعليم
وعلى صعيد النتائج المستقبلية لتضييق الخناق على قطاع التعليم أشار “المعاون التربوي” إلى خطورة هذا القطاع وأهمية دعمه، وأنّ مخاطر تجاهله ستنعكس مستقبلاً على الشعوب والأمم، فعشرات آلاف الطلاب سيكونون مهددون بالتشرد والضياع والانحراف إذا ما استمر تضييق الخناق على قطاع التعليم، كما ودعا “الحسين” جميع الهيئات والجمعيات والمؤسسات والدول إلى استئناف دعم قطاع التعليم وزيادة مخصصاته.