توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأحد في قرية صيدا الحانوت بريف القنيطرة الجنوبي، في أحدث خرق لسيادة الأراضي السورية منذ بداية العام الجاري.
ووفقًا لما نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا)، فإن قوة إسرائيلية مؤلفة من 11 آلية عسكرية دخلت القرية وأقامت حاجزًا على مدخلها قبل أن تنسحب بعد فترة وجيزة، وسط حالة من التوتر والقلق بين السكان المحليين.
يأتي هذا التوغل في إطار سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، والتي تمثل انتهاكًا واضحًا لاتفاقية فضّ الاشتباك الموقعة عام 1974، وقد أدانت دمشق هذه الاعتداءات، مطالبة المجتمع الدولي بـ”اتخاذ موقف حازم يضع حدًا للتصعيد الإسرائيلي على الأراضي السورية”.
تحركات ميدانية وترهيب للمدنيين
أفادت قناة “الإخبارية السورية” بأن قوات الاحتلال أقامت حاجزًا على الطريق الواصل بين بلدتي أوفانيا وجباتا الخشب في ريف القنيطرة، أمس، ومارست أعمال ترهيب واعتداء على مدنيين في المنطقة.
ولم تصدر السلطات السورية حتى الآن بيانًا رسميًا يوضح تفاصيل الاقتحام أو نتائجه الميدانية.
ورغم أن الحكومة السورية الجديدة لم تتخذ أي خطوات عدائية تجاه إسرائيل، إلا أن الاحتلال واصل غاراته الجوية وتوغلاته البرية داخل الأراضي السورية، ما أسفر عن سقوط مدنيين وتدمير مواقع وآليات تابعة للجيش السوري.
تحرك دبلوماسي تركي
في أول ردّ دولي على التطورات الأخيرة، ندد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بالتوغلات الإسرائيلية المتكررة، محذرًا من “خطر توسّع الاحتلال في الجنوب السوري”.
وكشف فيدان في مقابلة مع وكالة الأناضول أن اجتماعًا ثلاثيًا بين تركيا والولايات المتحدة وسوريا قيد التحضير لبحث الملفين السوري والفلسطيني، مؤكدًا أن أنقرة “مستعدة للعب دور الضامن الفعلي في حال التوصل إلى حل الدولتين في فلسطين”.
وكان رئيس وزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أعلن أمس أن الاحتلال سيبقى في جنوب سوريا وفي قمة جبل الشيخ، وذلك بعد الحديث عن مفاوضات للعودة إلى اتفاق 1974.
وتأتي هذه التطورات في ظل حراك دبلوماسي مكثّف تشهده المنطقة بعد القمة الدولية حول السلام في الشرق الأوسط التي عُقدت مؤخرًا في شرم الشيخ بمصر، بمشاركة أكثر من 31 دولة ومنظمة دولية، وجرى خلالها توقيع وثيقة شاملة لوقف إطلاق النار في غزة برعاية الولايات المتحدة وتركيا وقطر ومصر.