أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) يجب أن تندمج في مؤسسات الدولة السورية “في أقرب وقت ممكن” لتعزيز خطوات التنمية والاستقرار في البلاد، مشدداً على دعم تركيا لوحدة الأراضي السورية وسلامتها.
جاءت ذلك خلال حديثه للصحفيين على متن الطائرة أثناء عودته من مصر، عقب مشاركته في قمة شرم الشيخ للسلام يوم أمس الاثنين، حيث جدّد دعوته لـ”قسد” إلى الالتزام بالاتفاق الموقع مع دمشق، والابتعاد عن ما وصفها بـ”الطرق الخاطئة”.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان، اليوم الثلاثاء، أن على “قسد” أن تفي بوعودها وتكمل اندماجها مع المؤسسات السورية، في إشارة إلى الاتفاق الموقّع في 10 آذار/مارس بين قيادة “قسد” والقيادة السورية، مشيراً إلى أن “من يولي وجهه نحو أنقرة ودمشق سينتصر”.
وهذه المرة الأولى التي يستخدم فيها الرئيس التركي، ووسائل الإعلام التركية عبارة “قسد”، دون التطرق إلى ارتباطها بحزب العمال الكردستاني ودون تسميتها بالمنظمة الإرهابية، ما قد يعكس بداية توجه جديد نحو القبول بالحل المقترح.
وأضاف أردوغان أن بلاده تعتبر “قسد” مرتبطة بتنظيمات تصنّفها أنقرة على أنها “إرهابية”، داعياً إياها إلى التخلي عن أي أجندة انفصالية. ولمّح أردوغان إلى إمكانية اللجوء إلى التصعيد العسكري في حال فشل تنفيذ الاتفاق مع دمشق ضمن الإطار الزمني المحدد.
وفي سياق متصل، كان أردوغان قد رفض في تصريحات سابقة خلال نيسان/أبريل 2025، إقامة نظام فيدرالي أو لامركزي في سوريا، واصفاً تلك الدعوات بأنها “حلم” لا يتناسب مع واقع البلاد، مؤكداً رفض أنقرة لأي هيكل سياسي على حدودها سوى سوريا الموحدة.
كما انتقد أردوغان في أيار/مايو 2025 ما وصفه بـ”تكتيكات المماطلة” من جانب “قسد” في تنفيذ بنود الاتفاق مع دمشق بشأن الاندماج في القوات المسلحة السورية، مطالباً بتنفيذ التعهدات ضمن الإطار الزمني المتفق عليه.
ولم يصدر تعليق رسمي من الحكومة السورية حول مسار المفاوضات الجارية مع قسد، فيما ذكرت تقارير إعلامية وجود تقدم نحو اندماجها في الجيش السوري.
وكان قائد قوات قسد، مظلوم عبدي، قد أعلن أمس، التوصل إلى “اتفاق مبدئي” مع الحكومة السورية حول آلية دمج قواته ضمن وزارتي الدفاع والداخلية، وقال في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية داخل قاعدة عسكرية بمدينة الحسكة، إن محادثات تجري حاليا بين الطرفين في دمشق.
وبحسب ما ذكره عبدي؛ ستتم إعادة هيكلة قسد أثناء دمجها ضمن بنية وزارة الدفاع ضمن تشكيلات عدة، على أن تكون لها “تسمية جديدة بما يتناسب مع النظام المتبع في وزارة الدفاع”.