اختتمت في العاصمة دمشق، أمس الإثنين، أعمال ملتقى رجال الأعمال التركي السوري (B2B) بتوقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية بين شركات سورية وتركية، في خطوة جديدة نحو تنشيط العلاقات الاقتصادية وتعزيز الشراكة الاستثمارية بين البلدين.
وتم تنظيم الملتقى في قاعة الأمويين بفندق الشام، برعاية مجموعة يوسف أوغلو للعلاقات الدولية وتنظيم المعارض والمؤتمرات، بمشاركة واسعة من ممثلي الشركات والفعاليات الاقتصادية السورية والتركية.
وقال مدير العلاقات العامة في مجموعة يوسف أوغلو، يزن دركزوني، في تصريح لوكالة “سانا”، إن الملتقى يمثل “خطوة عملية لإعادة بناء جسور التعاون الاقتصادي بين البلدين”، موضحاً أن الاتفاقيات الموقعة تشمل قطاع الزراعة عبر تطوير المحاصيل وتحديث المعدات، بما يسهم في تنمية هذا القطاع الحيوي الذي يعد ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني.
وأضاف دركزوني أن العمل جارٍ على إطلاق مشاريع صناعية مشتركة داخل سوريا بين رجال الأعمال السوريين والأتراك، بهدف إعادة تشغيل المصانع المتوقفة ودعمها بالمعدات والخبرات الفنية، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تنفيذاً تدريجياً للاتفاقيات ضمن جدول زمني محدد، يسهم في تحريك عجلة الإنتاج وفتح أسواق جديدة لتصريف المنتجات السورية في تركيا ودول المنطقة.
من جانبه، قال مدير شركة “تيبيلي” التركية للأمان ضد الحرائق، داوود كرتاش، إن سوريا تمتلك “بيئة استثمارية واعدة وكفاءات فنية عالية”، مؤكداً ثقته بقدرة السوق السورية على استقطاب الشركات التركية للمساهمة في مشاريع التنمية وإعادة الإعمار عبر حلول عملية ومستدامة.
بدوره، اعتبر مدير شركة “إسباركو” التركية، أوميت كريم، أن الملتقى يشكل “فرصة مهمة لتعزيز التعاون الصناعي وفتح آفاق جديدة للشراكة”، لافتاً إلى أن شركته المتخصصة في صناعة الألبسة الجاهزة تدرس إمكانية إنشاء مصانع في سوريا بالتعاون مع مستثمرين محليين، نظراً لما تمتلكه الصناعة السورية من مقومات قوية وكوادر مؤهلة.
وشهد الملتقى مشاركة أكثر من 25 شركة ومصنعاً تركياً متخصصاً في قطاعات الإنشاء والبناء والطاقة والديكور وصناعة الأقمشة والملابس والخيوط، إلى جانب عدد من رجال الأعمال والمستثمرين السوريين وممثلي الفعاليات الاقتصادية المحلية.
وتأتي هذه الفعالية بعد مذكرة التفاهم التي وُقعت في تموز الماضي بين وزير الاقتصاد والصناعة السوري محمد نضال الشعار ونظيره التركي عمر بولات في أنقرة، تمهيداً لتأسيس مجلس التعاون الاقتصادي السوري التركي، الهادف إلى تعزيز التعاون الإداري والتنموي وتبادل الخبرات ووضع سياسات مشتركة لتطوير العلاقات الثنائية بشكل مستدام.