أصدر اتحاد الكتّاب العرب في سوريا قراراً يقضي بفصل مجموعة من أعضائه المرتبطين بالنظام البائد، في أول خطوة يتخذها رئيس الاتحاد الجديد الدكتور أحمد جاسم الحسين بعد تسلّمه مهامه مؤخراً.
وأوضح بيان الاتحاد أن قرار الفصل جاء بسبب ما وصفه بـ«خروج الأعضاء المفصولين على شرعة حقوق الإنسان التي أقرتها الأمم المتحدة والنظام الداخلي للاتحاد»، مشيراً إلى أن هؤلاء «أنكروا جرائم النظام البائد وشاركوا في تبريرها».
أسماء المفصولين وخلفياتهم
شمل القرار عدداً من الشخصيات السياسية والإعلامية البارزة، أبرزهم رفعت الأسد، عم بشار الأسد ومؤسس «سرايا الدفاع» التي ارتكبت مجزرة حماة في ثمانينيات القرن الماضي، إلى جانب بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية لبشار الأسد، وبشار الجعفري السفير السابق في الأمم المتحدة وروسيا، وجميعهم غير مقيمين في سوريا حالياً.
كما طالت قرارات الفصل شخصيات كانت معروفة بدفاعها الإعلامي عن النظام خلال سنوات الحرب، من بينهم علي الشعيبي الملقّب بـ«أبو فلاشة»، وطالب إبراهيم المعلق الإعلامي الذي دعا إلى «قتل المتظاهرين» في تصريحات متلفزة.
وضمّ القرار أيضاً كلاً من خالد الحلبوني أمين فرع حزب البعث بجامعة دمشق سابقاً والمتهم بقضايا فساد، وخليل جواد (زوج بثينة شعبان وهو عراقي الأصل)، إضافة إلى خالد عبود، ورجاء شاهين، وحسن أحمد حسن، وسعد مخلوف، وحسن م. يوسف.
وأشار ناشطون سوريون إلى أن المفصولين سبق أن أنكروا استخدام السلاح الكيماوي في خان شيخون والغوطة الشرقية، وشاركوا في حملات إعلامية لتبرير المجازر، بل دعوا إلى معاقبة المدنيين بحجة دعمهم للمعارضة.
رئيس الاتحاد الجديد يعيد المفصولين
في تصريحات إعلامية، أكد الدكتور أحمد جاسم الحسين أنه يعمل على سلسلة إجراءات تهدف إلى «إعادة الاتحاد إلى دوره الثقافي والإنساني بما ينسجم مع مبادئ حقوق الإنسان».
وأضاف أن الاتحاد أعاد الأعضاء الذين فُصلوا لأسباب سياسية أو فكرية، مؤكدا تكريمهم في حفل خاص سيُعلن عن موعده لاحقاً.
وشمل قرار الإعادة كلا من (برهان غليون، خلدون الشمعة، مرح البقاعي، ياسر الأطرش، علي نجيب إبراهيم، المثنى الشيخ عطية، عبد الواحد علواني).
ورحّب رئيس الاتحاد الدكتور أحمد جاسم الحسين بعودتهم إلى الاتحاد، معتبرا ذلك نوعا من “العدالة الانتقالية الثقافية”، لتصحيح الانحرافات السابقة.
من هو أحمد جاسم الحسين؟
يُذكر أن الدكتور أحمد جاسم الحسين تم تكليفه رئيساً لاتحاد الكتّاب العرب في سوريا يوم السبت الماضي، خلفاً للشاعر محمد طه العثمان الذي استقال من منصبه قبل فترة وجيزة.
والحسين من مواليد الميادين – دير الزور عام 1969، حاصل على دكتوراه في اللغة العربية من جامعة دمشق عام 2000، وسبق أن عمل أستاذاً جامعياً وعميداً لكلية الآداب بجامعة الفرات، ومستشاراً ثقافياً في وزارة التعليم العالي، وأستاذاً مساعداً بجامعة تبوك في السعودية.
نشر الحسين العديد من الأبحاث النقدية والمقالات الأدبية، وحصل على جائزة اتحاد الكتّاب العرب النقدية عام 1993، وله نحو 15 مؤلفاً في النقد والأدب، من بينها قصة التسعينات في سوريا وسعد الله ونوس في المسرح العربي الحديث، كما تُرجمت بعض أعماله إلى الإنجليزية والصينية.
وكان الحسين قد أقام في هولندا خلال السنوات الماضية بعد فصله من عمله الجامعي ومن الاتحاد بسبب مواقفه المعارضة للنظام ودعمه للثورة السورية.