شهدت محافظة السويداء مساء الأحد 12 تشرين الأول انطلاق فعاليات حملة “السويداء منا وفينا” في بلدة الصورة الكبرى بريف المحافظة، حيث تجاوزت قيمة التبرعات المجمّعة 14.5 مليون دولار أمريكي، ولقيت تفاعلا واسعا.
وتنوعت التبرعات بين شخصيات رسمية ومؤسسات أهلية واقتصادية، إذ تبرع ليث البلعوس ومحافظ السويداء مصطفى البكور بمبلغ 5 آلاف دولار لكل منهما، فيما قدّمت قيادة الأمن الداخلي تبرعاً بقيمة 10 آلاف دولار، كما ساهم الهلال الأحمر العربي السوري بمبلغ 2.5 مليون دولار، وغرفة الصناعة والتجارة بمليون ونصف المليون دولار، وشبكة الأغا خان بمليون دولار.
وقدّم اتحاد غرف التجارة السورية تبرعاً بقيمة مليون و125 ألف دولار، ووزارة الطاقة بمليون و600 ألف دولار، والمديرية العامة للمياه بـ900 ألف دولار.
وبحسب مسؤولين؛ تهدف الحملة إلى إعادة ترميم النسيج الوطني وتعزيز البنى التحتية في المحافظة، ولا سيما في الريفين الغربي والشمالي، بالتعاون مع متطوعين من مختلف المحافظات السورية.
وخلال الحملة، أجرى الرئيس أحمد الشرع اتصالاً هاتفياً مع محافظ السويداء والبلعوس للاطلاع على سير المبادرة، مؤكداً دعمه الكامل لها، وكان قد أعلن في اجتماع حكومي سابق تخصيص صندوق وطني لدعم السويداء، داعياً المواطنين إلى المساهمة بسخاء، تجسيداً لمبدأ الوحدة الوطنية.
مشاريع خدمية ورسائل سياسية وطنية
تأتي حملة “السويداء منا وفينا” ضمن سلسلة من المبادرات التي أُطلقت في محافظات عدة خلال الأسابيع الماضية، مثل “فزعة منبج”، و“أربعاء حمص”، و“أبشري حوران”، و“الوفاء لإدلب”، وجميعها تهدف إلى تعزيز التضامن الوطني ودعم المجتمعات المحلية المتضررة.
وتُعد الحملة، بحسب مراقبين، رسالة وطنية جامعة تعكس التلاحم بين الدولة والمجتمع، وتجدد التأكيد على أن السويداء جزء أصيل من النسيج السوري.
أوضح محافظ السويداء، مصطفى البكور، أن الحملة تشمل تنفيذ مشاريع بنى تحتية واسعة النطاق، من بينها ترميم آبار مياه، و50 مدرسة، و35 مسجداً، و50 دار عبادة للطائفة الدرزية، و15 كنيسة، إضافة إلى تجهيز 20 ألف منزل و40 بلدية، وتحسين المراكز الثقافية والطرقات وشبكات الكهرباء والإنارة، إلى جانب تجهيز محطة سميع المغذية للريفين الغربي والشمالي.
وقد شهدت الحملة مشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين الذين أكدوا على وحدة التراب السوري ووقوف الحكومة إلى جانب أبناء السويداء.
وقال وزير الصحة مصعب العلي: “السويداء جزء من بلدنا، كما وقفنا مع كل المحافظات، نقف اليوم مع السويداء في فعاليتها الوطنية”.
بدوره، شدد نوار نجمة، المتحدث باسم لجنة انتخابات مجلس الشعب، على أن “السويداء مثال للوحدة الوطنية وتاريخها الكبير لن يُمحى”، مؤكداً أن مقاعد المحافظة في المجلس ستبقى شاغرة حتى عودة التمثيل الكامل لأبنائها.
أما المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية، أحمد موفق زيدان، فأكد أن “رئاسة الجمهورية على مسافة واحدة من جميع السوريين، ووجودنا في السويداء يعبّر عن وحدة الموقف الوطني”.
من جانبه، أشار وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح إلى أن “الحكومة من أبناء الشعب، وتشعر بمعاناته وآماله”، لافتاً إلى أن الإرث الحضاري الممتد لسبعة آلاف عام هو ما يجمع السوريين اليوم.
ودعا وزير الإعلام حمزة مصطفى إلى “تبني خطاب وطني يقوم على المساواة والحقوق المشتركة، بعيداً عن أي تمييز”، مؤكداً أن “السويداء كانت وما تزال رافعة للوطنية السورية”.