اعتقال تعسفي – أرشيفية
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اعتقال ما لا يقل عن 569 حالة اعتقال تعسفي في شهر آب الماضي، من بينها 30 طفلاً و25 سيدة، من بينها 362 حالة تحوّلت إلى اختفاء قسري.
وقالت الشبكة، خلال تقرير صدر عنها، اليوم الاثنين، إن معظم حوادث الاعتقال في سوريا تتم من دون مذكرة قضائية لدى مرور الضحية من نقطة تفتيش أو في أثناء عمليات المداهمة، مبينةً أنه غالباً ما تكون قوات الأمن التابعة لأجهزة المخابرات الأربعة الرئيسة هي المسؤولة عن عمليات الاعتقال بعيداً عن السلطة القضائية.
وأوضح التقرير أن المعتقل يتعرّض للتعذيب منذ اللحظة الأولى لاعتقاله، كما يُحرم من التواصل مع عائلته أو محاميه، فضلاً عن إنكار السلطات قيامها بعمليات الاعتقال التعسفي ويتحول معظم المعتقلين إلى مختفين قسرياً.
وذكر التقرير المعايير الدقيقة التي التزم بها لتحديد حادثة الاعتقال التعسفي، مستنداً بذلك إلى أحكام القوانين الدولية ومجموعة المبادئ المتعلقة بالاعتقال التعسفي، معتمداً على مقاطعة المعلومات من مصادر متعددة أبرزها ذوي الضحايا وأعضاء الشبكة في المحافظات السورية ونشطاء محليين ومتعاونين ومعتقلين سابقين.
وشدّد التقرير على أن النظام لم يفِ بأيٍّ من التزاماته في أيٍّ من المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي صادق عليها، وبشكلٍ خاص العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، كما أخلَّ بعدّة مواد في الدستور السوري نفسه، إذ تحوّل 65.08% من إجمالي المعتقلين إلى مختفين قسرياً ولم يتم إبلاغ عائلاتهم بأماكن وجودهم.
وأكد التقرير أن “قوات سوريا الديمقراطية” انتهكت العديد من الحقوق الأساسية ومارست العديد من الانتهاكات كالتعذيب والإخفاء القسري، مشيراً إلى أن فصائل المعارضة نفّذت عمليات اعتقال وتعذيب بحق بعض السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وطالب التقرير مجلس الأمن الدولي بمتابعة تنفيذ القرارات الصادرة عنه والقاضية بوضع حد للاختفاء القسري، موصياً مجلس حقوق الإنسان بمتابعة قضية المعتقلين والمختفين قسرياً في سوريا وتسليط الضوء عليها في الاجتماعات السنوية الدورية كافة، إضافةً إلى التعاون مع منظمات حقوق الإنسان المحلية الفاعلة في سوريا.
الجدير بالذكر أن تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثّق 3618 حالة اعتقال تعسفي منذ مطلع عام 2019، على يد “أطراف النزاع” الفاعلة في سوريا، و569 حالة في شهر آب الماضي، وهي 269 حالة على يد قوات النظام، و23 رجلاً على يد هيئة تحرير الشام، و229 حالة على يد “قوات سوريا الديمقراطية، و48 حالة على يد فصائل المعارضة.