عناصر الفرقة الرابعة في قوات النظام على أحد حواجز درعا – تعبيرية
أفاد مراسل “حلب اليوم” بأن الأيام القليلة الماضية شهدت تصاعداً في وتيرة عمليات الاغتيال، استهدفت قياديين وعناصر معارضين سابقين، في مناطق عدة بمحافظة درعا.
وأشار مراسلنا، إلى أن عمليات الاغتيال التي جرت مؤخراً، جميعها تمت بذات الأسلوب، دون الكشف عن المتورطين فيها، كما شملت عمليات الاغتيال بعض المعارضين السابقين ممن التحقوا بصفوف عناصر النظام.
وكانت آخر عمليات الاغتيال أمس، حيث أقدم مجهولون يستقلّون دراجة نارية، على إطلاق النار من سلاح خفيف على القيادي المعارض السابق “فراس المسالمة”، ما أدى إلى مقتله وإصابة أحد أقاربه في بلدة اليادودة بريف درعا الغربي.
وأوضح “فهد العمر”، أحد مقاتلي المعارضة السابقين في ريف درعا الغربي، في تصريح لـ “حلب اليوم”، أن ضباط النظام في درعا يشرفون على خلايا نائمة من سكان درعا، بعضهم من مقاتلي المعارضة السابقين وآخرين موالين للنظام منذ بداية الثورة، لتنفيذ مهام الاغتيال وملاحقة شخصيات بعضها موالية للنظام، لكن لوجود خلافات وتضارب بالمصالح يتم القضاء عليهم.
وأضاف “العمر”، أنه “ليست كل عمليات الاغتيال يتم تنفيذها من قبل المعارضين، كما أن أسباب الاغتيال ليست محصورة بالانتساب لقوات النظام، فضباط الأفرع الأمنية يلاحقون بعض القيادات التي انضمت للفيلق الخامس أو معسكرات النظام في الريف الغربي، التي لا تزال تحافظ على كياناتها وترفض الانصياع لأوامر ضباط النظام بالقتال في الشمال السوري أو الالتحاق بالقطع العسكرية في مناطق أخرى خارج محافظة درعا أو القنيطرة”.
وكشف “العمر”، أن حوادث الاغتيال الأخيرة في ريف درعا الغربي، وخاصة الأخيرة منها التي استهدفت القيادي “فراس المسالمة”، لها علاقة بحادثة تفجير حافلة المبيت التي أودت بحياة خمسة عناصر من الفرقة الرابعة التابعة للنظام، حيث إن بعض قيادات المعارضة السابقين ومن بينهم “المسالمة”، يتهمون أحد ضباط النظام بالوقوف وراء هذا التفجير لغايات مجهولة، وتم الحديث في هذا الأمر في إحدى الاجتماعات التي ضمت قيادات في الفيلق الخامس غرب درعا وأعضاء من لجان التفاوض مؤخراً.
وذكر مراسلنا نقلاً عن مصادر محلية، أن بعض ضباط النظام يحاولون دفع قيادتهم العسكرية والضباط الروس، إلى حملة عسكرية في درعا للقضاء على من تبقى من المعارضين الذين ينفذون هجمات ضد قواتهم ومصادرة الأسلحة المخبّئة بحسب زعمهم، إلا أن الروس وضباطاً آخرين يعارضون ذلك لما سوف تؤول له الأوضاع وتخوّفاً من عواقب الحملة في حال تم تنفيذها، والتي من الممكن أن تؤدي إلى إشعال الحنوب من جديد وتوسيع دائرة الهجمات ضد النظام.
وتابعت المصادر، أن وجود بعض المناطق في درعا خارج نفوذ النظام، يثير غضب ضباط وقيادات عسكرية في الأفرع الأمنية وخاصة فرع المخابرات الجوية، فهم يعتبرون مناطق مثل درعا البلد وطفس وبصرى الشام وقرى حدودية، مصدراً للقلق ومن الممكن أن تكون منطلقاً لأي هجوم مستقبلي ضد مواقع النظام، لاستمرار وجود السلاح فيها وعناصر المعارضة والمنشقين، الذين تقدّر أعدادهم بالآلاف.
الجدير بالذكر، أنه وعلى الرغم من تعرض مواقع النظام في درعا لهجمات عديدة، واستهداف إحدى الهجمات دورية عسكرية روسية بواسطة عبوة ناسفة شرق درعا، إلا أنه حتى الآن لم يتم إقرار حملة عسكرية أو عمليات رد فعل، ما يزيد من احتمالية تأكيد وقوف بعض ضباط الأفرع الأمنية وراء هذه الهجمات، وفقاً لمراسلنا.