قصة المثل:
يروى أن رجلاً قصد صديق له لحاجة إليه، فدخل عليه فرحب به، وأجلسه إلى جانبه، وبات ليلته عنده، وبعد تناول وجبة العشاء جلسا يتبادلان الحديث.
في صباح اليوم التالي أحضر له فطوره، وتناولا معاً الطعام، وقبل توديعه، سأله صاحب البيت: ألك حاجة تريد أن أقضيها لك؟ فأجابه: نعم، لقد اقترضت مبلغاً من المال من أحد المرابين، وقد أثقل كاهلي، واقترب موعد تسليمه، والمبلغ ليس متيسراً عليّ.
سأله صديقه عن حجم المبلغ المديون به، فأجاب الرجل: مائة دينار، فقام الصديق ودخل البيت، وجلب له مائتي دينار وسلمه إياها .
فرح الرجل وشكر صديقه، ولما عدَ المبلغ ووجده بهذا القدر، استغرب وقال: هذا المبلغ أكثر مما طلبته منك، ولا حاجة لي بالمبلغ المتبقي .
وبينما هو يعد المبلغ بغرض إرجاع الزائد عن حاجته من المال الذي طلبه، أمسك الصديق بيد الرجل وقال له: أرجعه وضعه في جيبك ، فوالله هذا غيض من فيض، أي أن هذا المبلغ الذي أعطيتك إياه، ما هو إلا قليل من كثير، وذهب قوله مثلاً يضرب للكريم الذي ينفق قليلاً من كثير .