أكد الدكتور “عبد العزيز الدغيم” وزير التعليم العالي في الحكومة السورية المؤقتة، اليوم السبت، أن تدخل نظام الأسد في مؤسسات التعليم أدى لنزوح الكثير من أعضاء الهيئة التدريسية إلى خارج سوريا.
وأوضح في تصريح خاص لـ “حلب اليوم” أن ما يعانيه قطاع التعليم العالي، وما وصل إليه من ترد وانهيار كان نتيجة “للتدخل السافر للنظام والاستبداد الذي مارسه على مؤسسات الدولة ومنها إدارة التعليم العالي مما أدى إلى عزوف الكثير من أعضاء الهيئة التدريسية ونزوحهم إلى خارج سوريا”.
وأضاف، أن نظام الأسد دمر الجامعات والمعاهد والمشافي والنقاط الطبية المدنية التي تسعف الجرحى، مما أدى إلى عدم استقرار وعدم القدرة على إعادة ما دمره النظام، وهذا سببٌ آخر لنزوح الكثير من العقول إلى خارج القطر.
وحول أوضاع الجامعات في المناطق المحررة، قال الدغيم: “حاولنا مع مجموعة من الأكاديميين وأعضاء الهيئة التدريسية السابقين في الجامعات السورية، أن نعيد تشغيل جامعة حلب في المناطق المحررة، وانتشرت في عدة مناطق، والآن تموضعت الجامعة في منطقة اعزاز وفيها 12 كلية و4 معاهد”.
وتحدث الوزير عن “عسكرة الحرم الجامعي”، وأشار إلى أن هذا الظاهرة منتشرة في مناطق سيطرة النظام، وأضاف: “تقوم عصابات الأمن باختطاف واحتجاز العديد من الطلاب أو التشبيح ضد الطلاب أما في المناطق المحررة فهذا الأمر غير موجود وعندنا فقط حرس جامعي من الشرطة الحرة”.
ونوه إلى الصعوبات التي تعاني منه المؤسسة التعليمية في المناطق المحررة، قائلاً: “تعاني مؤسساتنا التعليمية وخاصة في التعليم العالي من قلة التمويل، فبعض المنظمات التي تعمل في دعم التعليم تمولنا بالإضافة إلى رسوم الطلاب، وبذلك نقوم بسد ثغرة الدعم في جامعة حلب وغيرها، بدفع رواتب المدرسين والموظفين والنفقات التشغيلية للجامعة”.
وأشار إلى أن جامعة حلب تعمل بإرادة عالية “لكن المقومات المادية محدودة جدا وخاصة في قطاع الكتب والمراجع العلمية، وفيما مضى 2015 وصلتنا مراجع علمية بحدود 15 ألف كتاب فقصفها طيران نظام الأسد”.
وختم قائلاً، إن الوزارة بالمناطق المحررة تعمل على توفير مناخ جيد نسبياً لفرص للتعليم العالي واستمراريته “لأنه من مقومات صمودنا في الداخل.. نحاول تطوير الخطة الدرسية والبرامج التعليمية في المناطق المحررة ورفدها بأنشطة ومواد ومقررات كالتنمية البشرية والإدارية وتحسين الطالب في هذه المجالات”.
جدير بالذكر، أن تقريراً أجرته منظمة بريطانية، تعرف باسم مجلس الأكاديميين المعرضين للخطر، تحدث عن معاناة الجامعات السورية في مناطق سيطرة نظام الأسد من الفساد، وقلة التمويل، وهجرة العقول، ونقلت فيه آراء لباحثين في جامعة كمبريدج ولأكاديميين سوريين لاجئين، قالوا فيه إن حوالي 2000 جامعي متخصص تركوا البلاد لاجئين إلى الخارج.
وذكر التقرير أن قطاع التعليم أضعفه تدمير المنشآت، وانتهاكات حقوق الإنسان، وما وصفه التقرير بجمود المناهج، وعسكرة الحرم الجامعي، وأعد التقرير على مدى 12 شهراً، بين عامي 2017-18.