اختتمت أعمال قمة منظمة التعاون الإسلامي أو ما يعرف بـ “القمة الإسلامية”، في دورتھا الـ14 العادیة التي عقدت في مدينة مكة المكرمة، منتصف ليل الجمعة السبت، تحت عنوان “يدا بيد نحو المستقبل”.
وسلم وزير الخارجية التركي، جاويش أوغلو، الرئاسة الدورية للمنظمة للسعودية بعد استلام تركيا لها عام 2016، خلال اجتماع لوزراء خارجية على مستوى منظمة التعاون الإسلامي، لمناقشة قضايا القمة، بينها إعداد البيان الختامي، وإصدار موقف موحد من القضية الفلسطينية، وتوترات المنطقة والأقليات المسلمة، وظاهرة الإسلاموفوبيا، وضرورة التصدي لـ “الإرهاب”.
وأكد الملك سلمان بن عبدالعزيز في الكلمة الافتتاحية على “رفض أي إجراء يمس الوضع التاريخي والقانوني للقدس”، وأضاف: “نأمل أن تحقق القمة للدول الإسلامية ما تصبو إليه الشعوب من تقدم وازدهار”، موضحاً أن “فلسطين هي القضية الأولى حتى يحصل الفلسطينيون على حقوقهم”.
وقال: “إنه من المؤلم أن يشكل المسلمون النسبةَ الأعلى بين النازحينَ واللاجئين على مستوى العالم جراء الاضطرابات والحروب وانحسار فرص العيش الآمن الكريم في بلدانهم”.
القضية الفلسطينية
قال يوسف العثيمين أمين عام منظمة التعاون الإسلامي إن القضية الفلسطينية في أعلى سلم الأولويات، مشيراً إلى أن القمة الإسلامية تنعقد في ظرف حرج لما تشهده من تحديات نتيجة مواصلة الاحتلال الإسرائيلي تنكرها لقرارات الشرعية الدولية، من خلال انتهاكاتها ضد المسجد الأقصى، وتصعيد الممارسات ضد الشعب الفلسطيني.
من جانبه أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التمسك بحل شامل للقضية الفلسطينية ومنع متاجرة من وصفهم بـ”الإرهابيين” بحقوق الفلسطينيين، مشدداً على ضرورة التمسك بحل عادل وفق رؤية الدولتين والقدس عاصمة لفلسطين.
وثمن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح دور السعودية في استضافة وإنجاح القمة الإسلامية وأكد على التمسك بحل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين.
من جهته أكد العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، على أهمية “توحيد الجهود لتمكين الفلسطينيين من نيل حقوقهم ودعم قضيتهم”.
ولفت العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى إلى أن “العالم الإسلامي يمر بمرحلة تاريخية ودقيقة والظروف الإقليمية الراهنة تتطلب حلولا فورية للأزمات” كما أكد على “حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية وفقا للمرجعيات الدولية ذات الصلة”.
البيان الختامي
أكد البيان الختامي للقمة على “رفضه وإدانته بأشد العبارات لأي قرار غير قانوني وغير مسؤول يعترف بالقدس عاصمة مزعومة لإسرائيل، واعتبره لاغياً وباطلاً، ويُشكل اعتداءً على الحقوق التاريخية والقانونية والوطنية للشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية”.
ودعا البيان “الدول التي نقلت سفاراتها أو فتحت مكاتب تجارية في المدينة المقدسة إلى التراجع عن هذه الخطوة باعتبارها انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي والشرعية الدولية” وطالب “الدول الأعضاء إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة ضد الدول التي تقدم على ذلك.
وطالب البيان بانسحاب إسرائيل الكامل من الجولان السوري المحتل إلى حدود الرابع من يونيو 1967 وفقاً لقراري مجلس الأمن 242 (1967) و338 (1973) ومبدأ الأرض مقابل السلام .
كما شدد البيان على ثبات الموقف الداعي إلى ضرورة صون وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها ووئامها الاجتماعي، وجدد دعمه للحل السياسي للأزمة السورية استناداً إلى بيان جنيف 1.
وأنشئت منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة من بينها إيران، في سبتمبر/أيلول 1969، ولها قمة إسلامية دورية تجتمع مرة كل 3 سنوات للتداول واتخاذ القرارات.
وكانت السعودية دعت لقمتين طارئتين خليجية وعربية عقدتا منتصف ليل الخميس- الجمعة؛ لبحث مواجهة التوترات مع إيران بعد هجمات على ناقلات نفط قبالة ساحل الإمارات، وضربات بطائرات مسيرة على محطات لضخ النفط في السعودية، في وقتٍ تنفي فيه طهران ضلوعها في الواقعتين.