“تعبيرية”
روى مواطنان أردنيّان جانباً من “ظلمة السجون” والانتهاكات المرتكبة بحق المعتقلين في سجون نظام الأسد، والتي عايشاها خلال فترة اعتقالهما.
ووصف المواطن الأردني “علاوي البشابشة” الذي اعتقل في اليوم الأول من إعادة افتتاح معبر نصيب الحدودي بين الأردن وسوريا في تشرين الأول الماضي، أيام اعتقاله في سجون الأسد بـ”كابوس خشي أنه لن ينتهي”، مضيفاً أنها “حياة يستحيل على الآدمي الاستمرار معها”.
وكشف “البشابشة” لصحيفة “الشرق الأوسط” عن أنه لم توجه له أي تهمة خلال فترة اعتقاله، كما أنه منع من الاتصال بأي من أفراد أسرته، فيما يشبه “حالات الاختفاء القسري”، لافتاً إلى أنه بالرغم من كل ما مرّ به، فإن “الأردنيين تلقوا معاملة أفضل من الجنسيات الأخرى التي جاورَها في المهاجع والزنازين ذاتها”.
وأوضح “البشابشة” أن مسيرته في سجون الأسد بدأت باستجوابات وتحقيقات لدى فرع الأمن السياسي في مدينة درعا، ثم تم نقله إلى فرع الفيحاء للأمن السياسي في دمشق، وصولاً إلى المخابرات الجوية التي لا تتعامل مع المعتقلين بأسمائهم، بل عبر أرقام، حيث يتوجب على السجين أن يحفظ رقمه، ويحجز له متراً وبضع سنتمترات في زنزانة مساحتها ضيقة جداً تضم عدداً من المحتجزين.
وأضاف “البشابشة” أن معاملة السجّانين معه لم تكن قاسية، كما هو حال تعاملهم مع باقي السجناء، والذين غالباً ما يكونون متهمين بـ”الإرهاب” أو “الإساءة للأسد”، مؤكداً أن هاتان القضيتان “تحملان العذاب لمن تجرأ على الاقتراب منهما”.
وفي حديثه عن تفاصيل الحياة اليومية للموقوفين في سجون نظام الأسد، أكد الأردني أنها حياة “تفوق الخيال الإنساني، حيث يقدم لهم طعام لا يستقر في جوف إنسان، كما يجبر كل منهم على استخدام الحمام لمدة دقيقة واحدة في الصباح وأخرى في الليل، مع إجبارهم على خلع ملابسهم الداخلية، والذهاب إلى الحمام عراة، دون توفير مستلزمات النظافة الشخصية”.
وأُفرج عن “البشابشة” من سجون نظام الأسد، بعد وساطة نيابية قادها نائب عن مدينة الرمثا الشمالية، التي ينتمي لها البشابشة، خلال زيارة وفد نيابي لدمشق في شهر تشرين الثاني الماضي.
من جانبه، قال المواطن الأردني “بشار صبري الربيع” الذي اعتقل لنحو شهر وأفرج عنه في التاسع من نيسان الحالي، أنه “لم يكن يتصور أنه سيعود إلى بلاده مرة أخرى”،
وكشف “الربيع” عن أنهم كانوا يُمنعون من الصلاة في السجن، مضيفاً: أبلغونا مراراً أنهم لا يريدون مشاهدة أي سجين يصلي، سواء جماعة أو فرادى”.
ولفت “الربيع” إلى أنه لم يتعرض للتعذيب خلال التحقيقات معه، سواء في فرع الأمن العسكري في السويداء، أو فرع فلسطين في دمشق، إلا أن الكثير من السجناء السوريين ومن جنسيات أخرى تعرضوا إلى صنوف مختلفة من إساءة المعاملة، وفق قوله.
يشار إلى أن نظام الأسد أفرج عن 45 أردنياً تم اعتقالهم بداية إعادة فتح معبر نصيب الحدودي، فيما أعلنت السلطات الأردنية مؤخراً، الإفراج عن 8 مواطنين جدد.