قال محللون غربيون، إن ظهور زعيم تنظيم الدولة “أبو بكر البغدادي”، في تسجيل مُصوّر يعتبر الثاني له منذ 2014، كان بمنزلة رسالة بأنه ما زال على قيد الحياة، وأنه ما زال يترأس التنظيم.
وأشار المحللون إلى أن “البغدادي” أراد أن يظهر للجميع بأن تنظيمه ما زال قادراً على العمل عبر شبكاته السرية بعد سنوات من التخفّي عاشها البغدادي منذ ظهوره الأول في مسجد النوري بالموصل، عام 2014، معلناً إنشاء “دولة الخلافة”.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن “كولين كلارك”، زميل مركز صوفان للأبحاث قوله: “إن البغدادي ظل مدة طويلة مختفياً، ويبدو أن ظهوره العلني هو محاولة لدعم أنصاره ومقاتليه المتبقين، وأيضاً حافز للجماعات الصغيرة من أجل التحرك”.
وأضاف: “أن البغدادي يسعى لتأكيد أنه ما زال يجلس على قمة القيادة في التنظيم، ليس في سوريا والعراق وحسب، وإنما على نطاق واسع، ولكن التنظيم لم يعد يملك تلك المميزات الكثيرة”.
وأوضحت الصحيفة أنه ليس من الواضح متى أو أين تم تسجيل الفيديو، لكن الأجزاء الأخيرة من الفيديو أشار فيها إلى الأحداث الأخيرة التي جرت في سريلانكا، ما يوضح أنه ربما تم تسجيله قبل أسابيع، مع إضافة أجزاء صوتية لأحداث وقعت لاحقاً.
وحتى الآن، لا يُعرف الكثير عن مكان وجود البغدادي، ولا كيف قضى سنواته الخمس الماضية، حيث كان نادر الظهور العلني، بينما أصدر عدة رسائل صوتية من وقت لآخر لتوجيه أتباعه ومقاتليه.
ووفق الصحيفة فقد تغير الكثير بالنسبة إلى التنظيم منذ ظهوره عام 2014 وإعلان البغدادي ما يسمى دولة الخلافة من الموصل، فقد كان التنظيم أكبر من مجموعة مقاتلة، وكان يحكم مساحة دولة كبيرة وفقاً لأيديولوجيا متطرفة.
وعلى الرغم من حديث “البغدادي” عن هزيمة التنظيم فإنه يُعتقد أنه ما زال لديه الآلاف من المقاتلين الذين ينتشرون بين العراق وسوريا، وإن كان قد فقد أراضيه في العراق وسوريا فإن شبكته توسعت في الخارج، وبات لديه العديد من الأنصار والأتباع والأفرع في دول العالم، وما حصل في سريلانكا مثال على ذلك، حيث تسببت الهجمات التي تبناها التنظيم بمقتل المئات، بحسب “نيويورك تايمز”
أغلب التقارير الأمنية، بحسب الصحيفة الأمريكية، تشير إلى أنه ربما يكون في الصحراء ذات الكثافة السكانية المنخفضة، التي تمتد على طول الحدود بين العراق وسوريا.
ويقول مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية ومكافحة الإرهاب إن البغدادي يتجنّب جميع الأجهزة الإلكترونية التي يمكن أن تحدد موقعه، وربما يتصل من خلال شركات النقل.
وكانت واشنطن قد أرسلت قوة الدلتا المتخصصة لاغتيال البغدادي، وعلى الرغم من التقارير الكثيرة التي تحدثت عن مقتله فإنه يبدو أن تلك المحاولات قد فشلت، وفق الصحيفة.