مخيم الركبان – صورة أرشيفية
دفع الحصار المفروض من قبل نظام الأسد على مخيم الركبان على الحدود السورية – الأردنية، العديد من العالقين بداخله للتوجه إلى ما تسمى بـ “مراكز الإيواء” التي أعلنت روسيا بالتنسيق مع النظام افتتاحها في شباط الماضي، إلا أن تلك المراكز باتت سجوناً لاحتجاز العائدين وتعذيبهم، وفقاً لما أكده الناطق الرسمي باسم هيئة العلاقات العامة والسياسية في مخيم الركبان “شكري شهاب”.
ويعيش مخيم “الركبان” حصاراً خانقاً منذ عدة أشهر، حيث يمنع النظام شاحنات الغذاء من الوصول إليه، وقد حذر المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة والأمومة “يونيسيف” من ازدياد عدد حالات الموت بين الأطفال في المخيم في ظل الحصار، وذلك بعد تسجيل العديد من حالات الوفاة.
“مراكز الإيواء” باتت سجوناً للتعذيب
وصف الناطق الرسمي باسم هيئة العلاقات العامة بالمخيم “شكري شهاب”، مراكز إيواء النظام بـ “سجن أبو غريب” وهو (سجن يقع ضمن الأراضي العراقية وذاع صيته بعد دخول قوات التحالف إلى العراق، حيث كانت تتم معاملة السجناء داخله بشكل سيئ).
وقال “شهاب” في تصريحات خاصة لـ “حلب اليوم” إن “النظام اتخذ من سجن أبو غريب مثالاً يحتذى به، فحول (مراكز إيواء العائدين) من مخيم الركبان إلى (أبو غريب)، فبعد وصول العائلات القادمة من المخيم توضع الأمتعة الشخصية بمكان معزول وتقاد النساء إلى معتقل والرجال إلى معتقل آخر”.
ويضيف شهاب أنه بعد عزل النساء عن الرجال، يسمح لبعض النسوة فقط بمغادرة “مراكز الإيواء” بشرط قدوم شخص من أقاربهن وكفالتهن، أما بالنسبة للنساء اللاتي لا تمتلكن أي أقارب، فيتم الإبقاء عليهن ضمن المراكز.
وأشار المسؤول في المخيم إلى أن النساء اللواتي يبقين في المركز يتم التحقيق معهن ليلاً، وقد سجلت العديد من حالات التعذيب والاغتصاب بحقهن، إلا أن القبضة الأمنية التي يفرضها النظام ضمن المراكز حالت دون توثيق الانتهاكات.
ونوه “شهاب” إلى أنه حتى الآن لم يسمح لأي شاب أو رجل يتراوح عمره بين 14 و 50 عاماً بمغادرة المراكز، حيث من المرجح سوقهم إلى الخدمتين الإلزامية والاحتياطية بعد انتهاء التحقيق معهم.
لا عمليات تحقيق وتعذيب بوجود “الروس”
قال “شهاب” إن ما تسمى بـ “مراكز الإيواء” لا تشهد أي عمليات تحقيق وتعذيب بحق الرجال بوجود القوات الروسية، والتي تأتي إلى المراكز من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثالثة عصراً، بحسب قوله.
وأضاف أن بعض الأهالي القاطنين في مناطق النظام تواصلوا مع القوات الروسية للعمل على الإفراج عن المحتجزين، إلا أن “الروس” قالوا إن قوات أمن النظام لا تتجاوب معهم بهذا بخصوص، على حد قوله.
وتشرف على “مراكز الإيواء” المخابرات العسكرية التابعة للنظام، وعناصر من الميليشيات المدعومة من إيران، وفقاً لما ذكره “شكري شهاب”.
أنباء عن مقتل شابين برصاص قوات النظام
ذكر الناطق الرسمي باسم هيئة العلاقات العامة والسياسية في مخيم الركبان “شكري شهاب” أن معلومات وردتهم حول مقتل شابين على يد قوات النظام، وهما من ضمن من غادروا مخيم الركبان إلى ما تسمى بـ “مراكز الإيواء.
وقال الناشط في مخيم الركبان “عماد غالي” في تصريحات خاصة لـ “حلب اليوم“، إن قوات النظام قتلت شابين صباح أمس السبت، من أبناء مدينة تدمر من عائلة “عابوره” في مدرسة دير بعبلة بريف حمص، وهما من الأشخاص الذين خرجوا من الركبان قبل قرابة الشهر.
وأضاف أن عملية القتل تمت بعد محاولتهم الهرب من المدرسة المحتجزين بداخلها، حيث أطلق حاجز المخابرات الجوية النار عليهما، موضحاً أنه إلى الآن لم تتم معرفة أسماء الضحيتين.
يذكر أن الناطق باسم هيئة العلاقات العامة والسياسية في مخيم الركبان “شكري شهاب”، اقترح في وقت سابق حلولاً لإنهاء أزمة المخيم، الذي يعاني حصاراً خانقاً مفروضاً عليه من قبل النظام والقوات الروسية.