نشرت صحيفة “بوبليكو” الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن اللقاءات الدبلوماسية المكثفة، وزيارة الوفد الإسرائيلي إلى روسيا؛ وكيفية تحديدها لمصير سوريا.
وأضافت الصحيفة في تقرير ترجمه موقع “عربي21″ أن هذا اللقاء أكد أن مرحلة الحرب الموالية في سوريا ستكون في جنوب البلاد، وهو الصراع الذي تفاوض الوفد الإسرائيلي الروسي حول المعايير التي ستتحكم فيه”.
وأشارت إلى أن “استعادة نظام الأسد للعديد من المناطق تحت سيطرته تعلن عن بداية مرحلة جديدة من الصراع السوري، الذي بدأ في درعا منذ أكثر من ست سنوات، وقد أتاحت هذه التطورات العديد من المزايا والفرص أمام قوات النظام”.
وبينت الصحيفة أن “هذه الأحداث تزامنت مع زيارة وزير الجيش الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إلى روسيا برفقة موظفين عسكريين ومسؤولين استخباراتيين بارزين، وفي لقاء له مع نظيره الروسي، أجرى ليبرمان نقاشات مفصلة حول المرحلة الجديدة من الحرب السورية، التي أصبحت وشيكة في المستقبل القريب”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “هذه التحركات العسكرية المكثفة تؤكد أن منطقة الجنوب السوري هي التي ستشهد أحداث المرحلة العسكرية الموالية في البلاد، وفي هذه المنطقة تحديدا، يوجد عدد من وصفتهم بـ “المتمردين المهمين”؛ بما في ذلك المنتمين إلى جبهة النصرة وتنظيم الدولة، الذين يتشاركون جزءا من هذه المناطق مع الجيش الإسرائيلي”.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل على استعداد لقبول مبدأ “حق حكومة دمشق في استعادة الأراضي التي خسرتها خلال حرب الجنوب، بما في ذلك تلك المحاذية لخط الهدنة الذي تم ترسيمه خلال سنة 1973″، مبينة أن “الأسباب التي جعلت إسرائيل تقبل بهذه التنازلات لا زالت غير واضحة، إلا أنه من الممكن أن هذه الخطوة اتخذت نزولا عند طلب موسكو، شريطة الحصول على مقابل”.
مراقبة أمريكية أردنية
ونوهت إلى أن الصحفي الإسرائيلي من صحيفة “معاريف”، يوسي ميلمان، تحدث بشكل أكثر تفصيلا حول اللقاء المشترك الإسرائيلي الروسي، كما أن هناك معلومات تفيد بإجراء حوار هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لمناقشة بعض المسائل العالقة بينهما، بعد فترة وجيزة من لقاء الوفدين الروسي والإسرائيلي.
وأوضحت أن ليبرمان أكد أن الأطراف الروسية والإسرائيلية ستبقى على اتصالات وثيقة في المستقبل؛ مما يشير مرة أخرى إلى أن إسرائيل لا تملك خيارا سوى السماح لدمشق بتمديد مخالبها نحو الجنوب، في ظل مراقبة واهتمام من أمريكا والأردن.
ونقلت الصحيفة عن ميلمان أن إسرائيل وروسيا توصلتا إلى حل وسط بينهما، يمنع إيران من نشر قواتها على مسافة 20 كيلومترا من خط الهدنة، لافتة إلى قول بشار الأسد أنه لا يوجد جنود إيرانيون في سوريا، وإنما مستشارون عسكريون فقط.
وبينت أنه من بين النقاط الأخرى المتفق عليها بين الطرفين، التزام إيران بعدم بناء أي قاعدة جوية أو قاعدة لإطلاق الصواريخ على كامل التراب السوري، وقد أكد ميلمان أن “حرية تصرف إسرائيل ضد الإيرانيين في سوريا ستكون منسقة مع موسكو”.
واعتبرت أن “هذه المعطيات تؤكد أن إسرائيل قد تنازلت عن مميزاتها فيما يتعلق بهذه المسألة، وسوف تحذر موسكو من هنا فصاعدا بالهجمات المحتملة ضد الإيرانيين في سوريا”، مشيرة إلى أن “مليمان يفيد أن إسرائيل تلتزم بموجب هذه الاتفاقات بعدم مهاجمة نظام الأسد”.
وتابعت الصحيفة: “تبعا لذلك، يمكن الاستنتاج أن الإسرائيليين والروسيين قد توصلوا إلى اتفاق بسيط يحد من نشاطات كل من إسرائيل وإيران في سوريا”، منوهة إلى أنه “تم الاتفاق حول حل أو إدماج المليشيات الموالية للأسد في قواته “النظامية”، بما في ذلك المليشيات الموالية لإيران.
وختمت الصحيفة قولها إن “موسكو ستنقل تفاصيل الاتفاق الروسي الإسرائيلي إلى دمشق، التي ستنقلها بدورها إلى طهران، ومن حيث المبدأ، يبدو هذا الاتفاق منطقيا، مما سيجعل إيران وسوريا تقبلان به دون إجراء تغييرات، ومن المرجح أن موسكو قد تفاوضت حول هذه الشروط مع حلفائها بشكل مسبق”.
المصادر:”بوبليكو” – عربي21