أكدت وسائل الإعلام الرسمية في إيران اليوم الخميس، اندلاع مظاهرات في مختلف أنحاء البلاد احتجاجا على المصاعب الناتجة عن الأزمة الاقتصادية، واعترفت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) بـ “حدوث أفعال احتجاجية غير قانونية” في عدة مدن، مشيرة إلى إن “العشرات” من الأشخاص شاركوا فيها.
ويعتبر هذا أول تأكيد لاندلاع الاحتجاجات، التي كانت مسار نقاش لأيام على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أظهرت تسجيلات مصورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي المئات وربما حتى الآلاف م نالمتظاهرين. وتظهر مقاطع فيديو، لا يمكن التحقق منها، اشتباكات مع الشرطة في المدينتين السياحيتين أصفهان وشيراز. كما ظهر فيها متظاهرون يقومون بإلقاء الحجارة، فيما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع.
كما جابت الاحتجاجات الشوارع، وأغلق أصحاب المحال التجارية أبواب تنفيذا لبدء إضراب في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية، وفي مدن اخرى، أضرم محتجون النار في سيارات الشرطة، ردا على إطلاق الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع.
وتسلط هذه الاحتجاجات الضوء على الأزمة الاقتصادية التي ساءت في الشهور الأخيرة بعد فرض أمريكا عقوبات علىطهران، حيث خسرت العملة الإيرانية أكثر من نصف قيمتها جراء زيادة التضخم في كل القطاعات تقريبا.
ويقول مراقبون إن هذه الاحتجاجات ليست مقتصرة على الاقتصاد، حيث أن المؤسسة الدينية هي هدف أيضا فيما يتكرر شعار “الموت للديكتاتور”، وتظهر مقاطع الفيديو المتظاهرين يرددون “خائن للأمة” في إشارة إلى دور إيران في سياسات الشرق الأوسط، وتصور أن هناك أموالا تتدفق إلى سوريا واليمن وغزة وليس إلى المواطنين الإيرانيين.
وقرر البرلمان الإيراني اليوم استدعاء “روحاني”، لاستجوابه في شأن انهيار قيمة الريال والصعوبات الاقتصادية التي تمر بها البلاد، لكن نائبه لشؤون البرلمان “حسين علي أميري” اعتبر أن الامر غير دستوري.
وهذه أول مرة يستدعي فيها البرلمان روحاني، الذي يتعرض لضغوط من خصومه المحافظين لتغيير حكومته في ضوء تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة وتنامي مصاعب إيران الاقتصادية.
المصدر: وكالات