تقرير: إحسان مهتدي – للنشرة المسائية
سياسة التهجير القسري التي انتهجها النظام وحلفاؤه، يبدو أنها لم تنته فقط عند تهجير أهالي حمص وحلب والغوطة والقلمون.. بل ظهرت وكأنها مسلسل حلقاته الحالية جنوب العاصمة دمشق..
في خطوة جديدة، يتجه النظام لحشد قواته ومدرعاته في محيط أحياء دمشق الجنوبية، حسب ما أظهرت صور وتسجيلات، تجهيزاً لعمل عسكري مرتقب على أحياء الحجر الأسود والعسالي والتضامن ومخيم اليرموك، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة.
صفحات مقربة من النظام وأخرى موالية لها، أكدت منح تنظيم الدولة ثمانية وأربعين ساعة للخروج من أحياء جنوب دمشق، تحت طائلة شن حملة عسكرية من قبل قوات النظام وميليشيات فلسطينية منضوية في صفوفها، لإنهاء وجود التنظيم في تلك المناطق، في مهلة وصفتها مصادر إعلامية بأنها غير واضحة المعالم، مع انتشار أنباء عن فشل المفاوضات.
ومع التصعيد الأخير، أثار ناشطون محليون وحقوقيون، مخاوف على مصير نحو مئة ألف مدني في أحياء جنوب دمشق، يخشى عليهم من ارتكاب النظام مجازر بحقهم على غرار مناطق التهجير الأخرى، كما يُخشى من تهجيره عشرات الآلاف منهم قسرياً، وجلب الميليشيات الإيرانية لأحيائهم، استكمالاً لمشروع إيران الهادف إلى إقامة حزام لميليشياتها في محيط العاصمة السورية دمشق، كما يقول محللون.
المخاوف دعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا، إلى إطلاق تحذير حول الأوضاع الأمنية في محيط وداخل مخيم اليرموك، مشيرة إلى متابعتها أوضاع وسلامة وأمن المدنيين في المخيم والمناطق المحيطة به، داعية كافة الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لضمان الحفاظ على المدنيين.
وفيما يضغط النظام على عناصر التنظيم لنقلهم إلى ريف دير الزور، ينشط هنالك التنظيم محاولاً إعادة الانتشار والتوسع مجدداً، ما يترك فرصة لتنامي قوته وفق ذلك، رغم التجريم الدولي لأي دعم أو تفاوض أو اتفاق، مع التنظيمات الموصوفة بالإرهابية.