رغم كل ما تسلبه ظروف اللجوء ممن يضطروا إلى مغادرة بلادهم، إلا أنها لا تسلب الأمل من أولئك الذين يتمسكون بحلمهم وشغفهم، رغم صعوبة الظروف.
ندى خريجة جامعية من مدينة حمص السورية تبلغ من العمر 25 عاما. جاءت إلى إسطنبول قبل أربع سنوات كلاجئة. وعلى الرغم من كثرة ما تفتقده في بلد اللجوء، إلا أنها وجدت أن أكثر ما تفتقده هو القراءة.
ندى اتبعت شغفها للقراءة، وقررت إنشاء مكتبة لإقراض وإعارة الكتب، اقتصرت في البداية على الأصدقاء فقط. وحصلت على أول 200 كتاب من خلال التبرعات من المملكة العربية السعودية.
“بدأت في إنشاء نظام إقراض وإعارة لأصدقائي لمنحهم الكتب للقراءة. أحبوا الفكرة جدا وقالوا ربما يمكننا أن نجعلها أكبر.”
وهكذا ولدت مكتبة ومتجر للكتب العربية في إسطنبول.
بخطى حثيثة وسعت ندى مجموعة الكتب، وبدأت في إقراض وإعارة اللاجئين السوريين الآخرين عبر الإنترنت. والآن، أصبح بإمكان الأسر اللاجئة ذات الدخل المنخفض قراءة كتب مختلفة كل أسبوع على مدار العام، مقابل رسوم سنوية صغيرة.
شغف القراءة أيضا جمع ندي ومحمد. شريكها التجاري وشريك حياتها. التقيا في معرض للكتاب، والآن لديهما مقهى لبيع الكتب في وسط إسطنبول، في حي يضم العديد من اللاجئين السوريين.
محمد الذي يبلغ من العمر 27 عاما، فر إلى تركيا بعد احتجازة لمدة تسعة أشهر، تحدث عن حب السوريين للقراءة واستمراره في هذا الشغف، حتى في ظروف اللجوء:
“السوريون أناس مثقفون. في سوريا كان لدينا الكثير من متاجر الكتب. لذا من خلال القيام بذلك، نحاول إلهام المجتمع بأكمله.”
وتكمل ندى: “قلت له أنا وضعت الأساس، وأنت تقوم بالبناء.”
وفي نهاية العام الماضي، تلقى مشروع الشابين منحة البدء من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي تنفذ بالتعاون مع شركائها برامج تساعد على العيش في تركيا، بما في ذلك أنشطة لتعزيز وتحفيز مشاريع اللاجئين.
وقد استغلت ندى ومحمد المال لشراء المزيد من الكتب للمكتبة ونشر أول منتج لهما – “مذكرات إبداعية” صممتها ندى:
“قمنا بتوسيع الشركة. لقد صنعنا اسمنا. اشترينا بعض الكتب حتى نجعل مكتبتنا أكبر ونشرنا منتجنا الجديد – أجندة تقويم مبتكرة. كنا سعداء لأن لدينا العديد من الأحلام. نريد تحسين عملنا ودفعه إلى الأمام.”
يذكر أن تركيا تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم من ضمنهم أكثر من 3.5 مليون سوري فروا من القتال الذي دام سبعة أعوام.
المصدر: أخبار الأمم المتحدة