هذه المرة لم يكن قصف روسيا لمدينة إدلب اعتيادياً .. فالقصف الذي استهدف مبنى ما يسمى حكومة الإنقاذ، جاء بعد أيام من هدوء نسبي عاشته إدلب من وقع المواجهات بين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا.
وللمتابع أن يتساءل ما دخل القصف بالهدوء والمواجهات بين المتقاتلين في محافظة إدلب، ولكن سرعان ما يزول هذا الغموض اعتماداً على ما ذكرته قاعدة حميميم من أن العمليات العسكرية البرية منها والجوية، تم إيقافها بناء على الصراعات الدامية بين التنظيمات المتطرفة.
فمن هي هذه التنظيمات المتطرفة .. وكأن روسيا تقول إنهم هيئة تحرير الشام وحركتا نور الدين الزنكي وأحرار الشام، وكما هو المعلوم فحركة نور الدين الزنكي كانت تتلقى دعماً من غرفة عمليات “الموم”، المسؤولة عن إمداد الثوار في الشمال السوري ومقرها تركيا، وهو ما ينفي عنها تهمة التطرف، إلى جانب حركة أحرار الشام التي كانت أحد الأطراف المشاركة في محادثات جنيف وأستانا.
إذن لم يبق من هذه التنظيمات المتطرفة سوى هيئة تحرير الشام، فما بال روسيا لا تسمي الأشياء بمسمياتها، وتقول إن تحركها في إدلب مرتبط طرداً بتحرك أحد أذرعها في المناطق المحررة، حسب ما يقول ناشطون.
بداما .. الغسانية .. جسر الشغور .. مدايا وغيرها من المناطق بريف إدلب تعرضت خلال اليومين الماضيين للقصف من سلاح الجو الروسي وتسبب باستشهاد عشرة مدنيين وإصابة العشرات.
لا حرمة هنا في إدلب لمنزل أو مسجد أو شارع عام، فكله سيكون تحت ضربات هيئة تحرير الشام مرة، ومرة أخرى تحت ضربات روسيا .. ويصدّق الناشطون بعضهم بعضاً حينما يقولون إن: هيئة تحرير الشام وروسيا وجهان لعملة واحدة.