أغلقت قوات النظام يوم أمس الثلاثاء، إحدى الممرات الأثرية الثلاث في باب شرقي في منطقة دمشق القديمة، “بالبلوك والاسمنت”، مما أثار غضب أهالي دمشق، الذين اعتبروا أن هذا الامر لا يليق بمكانة الباب التاريخية.
وعمت موجة انتقادات شعبية، مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ما سموه “الاستهتار في التعامل مع الأماكن التراثية التي تعبر عن وجه سوريا الحضاري”.
واعتبر الكثيرون أن هذا العمل تخريباً لأحد أهم الأماكن الاثرية في دمشق, فيما عبر آخرون عن استغرابهم لهذه الحادثة خاصة وأن أعمال البناء في دمشق القديمة تحتاج الى موافقات عدة.
وكتب أحد المواطنين على صفحته على فيس بوك “صح فتحوا الباب بس من الأصل ليش ما يتحاكم يلي أمر بتسكيره او عالأقل ينعرف اسمه ليتهزء من قبل المجتمع وينبذ”.
ولفت مواطن آخر الى ان “أهالي أحياء دمشق القديمة من باب توما الى باب شرقي يشعرون وكأن هناك من يريد و يعمل على (تطفيشهم من البلد) أو على الأقل من أحيائهم ، هذا الباب الذي تم إغلاقه كان دائماً ممر آمناً للمشاة، وإغلاقه اليوم يعرض المشاة و خاصةً اطفال المدارس والمسنين لخطر السيارات والموتورات”.
واستغرب العديد من السوريين في مناطق النظام، كيفية حدوث هذا الأمر “بهذه السرعة والسهولة” دون أن يوقفه أحد، علماً أن “دق مسمار في دمشق القديمة، يحتاج لعشرات الموافقات.
وقال رواد مواقع التواصل الاجتماعي الى أن عملية البناء تمّت بشكل سريع يوم الثلاثاء وتم اغلاق هذه البوابة خلال 24 ساعة من أجل تحويلها الى “غرفة” تركوا فيها نافذة، بحسب الصور الواردة.
هذا وقامت مديرية دمشق القديمة صباح اليوم الأربعاء بإعادة فتح الممر الصغير وإزالة الحائط.
وعبر ناشطون معارضون عن غضبهم، حيال إغلاق باب شرقي منتقدين سياسة النظام التي أسموها “بالهمجية”، كما انتقد معارضون آخرون احتجاج “المثقفين المؤيدين لنظام الأسد” على إغلاق بوابة أثرية وسكوتهم عن إغلاق ما أسموه “أبواب الحرية” على الآلاف من معتقلي الرأي.
يشار الى أن باب شرقي هو البوابة الوحيدة من البوابات السبعة في مدينة دمشق القديمة التي حافظت على شكلها الأصلي كممر ثلاثي ، (الممر المركزي الكبير للقوافل وحركة العجلات و الاثنان الأصغران يحيطان بالكبير للمشاة)، وسميت منطقة باب شرقي نسبة له، وتضم عددًا من الكنائس والمساجد.