تزداد حالات الانشقاق والهروب من صفوف وحدات حماية الشعب YPG، المتواجدة في مدينة حلب وعلى أطرافها، وسط تعتيم إعلامي كبير وتحفظ شديد من قبل تلك الوحدات، وفقاً لمصادر خاصة لحلب اليوم.
وأفادت المصادر الخاصة لمراسلنا في حلب، “أن حالات الانشقاق والهروب باتت تشكل تهديداً لوحدات حماية الشعب، لاسيما بعد انخفاض أعداد المنضمين لها، بسبب سياسة عدم الثقة وكثرة الضغوط والمضايقات الأمنية التي يتعرض لها العناصر من القيادة، بالإضافة إلى القرارات والقوانين الجائرة، التي تحجز حرية العناصر وتجعلهم رهائن طوال أيام خدمتهم في صفوف YPG”.
وبحسب المصدر فإن العنصر بمجرد انضمامه لوحدات حماية الشعب، فإنه “يوقع عقداً لمدة عامين ونصف”، وقبل انقضاء هذه الفترة لا يحق له مغادرة تلك النقاط أو الإخلال ببنود العقد، ويستطيع أخذ إجازات مرضية بشرط حصوله على تقرير طبي مصدق من إدارة الصحة التابعة للإدارة الذاتية في مدينة حلب، وغيرها من البنود التي يصفها البعض (بالتعجيزية)، ورغم وجود بعض الشروط الصعبة، إلا أن الكثير من الشباب انضم في وقت سابق لصفوف ypg، “خوفاً من الملاحقة الأمنية والاعتقال من قبل الإدارة الذاتية”.
وقال أحد العناصر المنشقين لمراسلنا في حلب: “كل شيء ممنوع حتى أنك إذا طلبت إجازة مرضية أو حاولت الانتقال إلى مؤسسة فهذا ممنوع، ودائماً تتأخر الرواتب بحجة قلة الدعم، وأحياناً بسبب أن الطرقات مغلقة نتيجة التوترات بين النظام والإدارة الذاتية”.
ويضيف “العنصر المنشق”: “لا يسمح لنا بزيارة بيوتنا نهائيا خلال فترة الإجازات الأسبوعية، ومن يخالف هذا الأمر يعاقب بالسجن لمدة شهر كامل بالإضافة لحرمانه من راتب نصف شهر، وهذه القوانين جعلت العديد من عناصر الفوج ووحدات الحماية ينشقون، فبعضهم وصل إلى مناطق سيطرة النظام وبعضهم الآخر وصل إلى تركيا عن طريق مهربين بعد الاتفاق معهم على إيصاله إلى الحدود التركية”.
وأردف “العنصر المنشق” الذي رفض الكشف عن اسمه: “بلغ عدد الهاربين والمنشقين منذ الشهر السادس حتى اليوم، أكثر من تسعة عشر عنصراً، بعضهم هرب إلى مناطق سيطرة الثوار والبعض الآخر قاموا بتسوية أوضاعهم وانضموا إلى صفوف قوات النظام”.
وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية على الأحياء الشمالية الشرقية داخل مدينة حلب كحي الشيخ مقصود وأجزاء من حي الأشرفية منذ عام 2015، وحاربت إلى جانب النظام ضد فصائل الثوار التي خرجت من المدينة في كانون الأول 2016.