شهدت مدينة الحسكة خلال الأيام القليلة الماضية حالة من السخط بين الأهالي، على خلفية القرارات التي أصدرتها هيئة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال سوريا، والتي تقضي بمعاقبة كل من يقوم بإرسال أولاده للدراسة إلى المدارس الواقعة تحت سيطرة النظام، أو المدارس التابعة للكنيسة الواقعة تحت سيطرة قوات الإدارة الذاتية والتي تدرس بدورها المناهج التي يعتمدها النظام السوري، وذلك وفقاً لما أفاد به مراسل حلب اليوم في الحسكة.
وقال المراسل: “كانت هيئة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتية قد أصدرت بداية شهر تشرين الأول الجاري قراراً بمعاقبة كل من يقوم بإرسال أطفاله، للمدارس التي تدرس منهاج النظام السوري، بعد عدم قدرتها على إغلاق العديد من المدارس التابعة للكنيسة، وتعهدت بمعاقبة كل من يرسل أطفاله للتعليم في هذه المدارس وخاصة الموظفين العاملين في مؤسسات الإدارة الذاتية”.
وأضاف مراسلنا في الحسكة: “أضرب عدد كبير من أهالي الطلبة ومن أصحاب الحافلات الصغيرة (السرافيس) التي تقوم بنقل الطلاب من مختلف الأحياء الواقعة تحت سيطرة قوات الإدارة الذاتية لمركز المدينة والمربع الأمني الخاضع لسيطرة النظام السوري، عن العمل، الخميس الماضي، بعد قيام عناصر من الأسايش بمنع الطلبة من أن يستقلوا الحافلات في فترات الصباح، وبالتالي منعهم من الوصول لمدارسهم.
وقال سائق حافلة يدعى (ابو دلوفان) لحلب اليوم: “قبل عدة أيام منعنا عناصر من الأسايش وشرطة المرور (الترافيك)، من نقل الطلبة لمدارسهم الخاضعة لسيطرة النظام، كما منعونا من حمل أي طفل خلال فترات الصباح، وذلك بعد قرارهم بحجز مختلف السيارات التي تقوم بنقل الطلبة للمدارس التي تدرس مناهج النظام السوري.
وأضاف أبو دولفان: “قمنا نحن أصحاب السرافيس والعديد من الأطفال وذويهم بالإضراب في موقف السرافيس بحي الناصرة، احتجاجاً على هذا القرار، الذي يعتبر أحد الأسباب الرئيسية بقطع أرزاقنا، ونحن حتى اللحظة نمنع الأطفال في سن الدراسة من أن يستقلوا حافلاتنا، لأننا سنتعرض للمخالفة وحجز السيارة”.
في حين قال مواطن من سكان مدينة رأس العين، رفض الكشف عن اسمه، لحلب اليوم: “لدي طفلة في الصف الثامن وطفل في الصف العاشر، يدرسون في (مركز مدينة الحسكة) في المدارس التي تدرس مناهج الحكومة، لأن مدينة رأس العين ليس فيها أي مدارس تدرس مناهج الحكومة بسبب قرار الإدارة الذاتية”.
وأضاف: “إن دخلي محدود جداً وأقوم بدفع تكاليف إضافية لأطفالي، من خلال دراستهم في مدينة الحسكة، إلى جانب التكاليف الأخرى المترتبة علي من خلال مواصلاتهم وتأمين مختلف المستلزمات الأخرى لهم”.
في حين قال طالب من الصف التاسع يرتاد مدرسة “زهدي كريم حنا” بحي المحطة والواقعة تحت سيطرة قوات النظام السوري لحلب اليوم: “أنا من سكان حي الناصرة والتي تبعد كثيراً عن مدرستنا، ونذهب مشياً على الأقدام لنصل المدرسة، حيث يمنعنا سائقي السرافيس من الركوب، كما أن سائقي الدراجات النارية (الموتورات) لا يقبلون بإيصالنا إلى المدارس خوفاً من تعرض دراجاتهم للحجز”.
وأضاف: “نذهب مشياً على الأقدام ونقوم بوضع لباسنا المدرسي في حقائبنا كي لا يشك بنا أحد، ونذهب في أغلب الأحيان في الشوارع الفرعية لحين الوصول إلى المدرسة، لأنه ممنوع علينا أن نذهب للمدارس التي تدرس مناهج الحكومة”.
وكانت الإدارة الذاتية قد أصدرت قراراً يعاقب فيه كل موظف عامل لدى الإدارة الذاتية ويرسل أولاده للدراسة في المدارس التي تدرس مناهج النظام السوري، إلى جانب مصادرة السيارات والمركبات التي تنقل هؤلاء الطلبة، لافتاً إلى أنها لن تسمح بإجراء امتحانات الشهادة الإعدادية (التاسع) في كامل جغرافية شمال سوريا بدءاً من العام الحالي.