أثارت التسهيلات التي حاول نظام الأسد تقديمها لأبناء السويداء المتخلفين عن الخدمة العسكرية في جيشه تحت اسم “المكرمة” موجة غضبٍ بين آلاف الشباب المطلوبين، والذين اعتبروها لعبة تهدف لسوقهم إلى الخدمة دون اللجوء لاعتقالهم وملاحقتهم.
لا وجود لما يسمى (مكرمة) قانوناً
وأفاد مصدر حقوقي (لحلب اليوم)، فضل عدم الكشف عن اسمه، بأن ما تسمى بالمكرمة ما هي إلا حيلةٌ والتفافٌ على الوضع القائم في السويداء لإقناع الشباب الرافضين للخدمة العسكرية بالالتحاق بالجيش، وزجهم بالاقتتال الداخلي لاحقاً، وهذا سبب رفضهم للخدمة ابتداءً، لافتاً إلى أن موضوع الفيلق الأول هو إغراءٌ لهؤلاء، ومحاولةٌ لإقناعهم بأنهم سيؤدون الخدمة العسكرية في مكان قريب من بيوتهم.
وأكّد المصدر أنه “لا يوجد أي ضماناتٍ قانونيةٍ، ولا يوجد في قانون أي دولةٍ في العالم ما يسمى مكرمة، أو وعدٌ شفهيٌّ ملزم، وبالتالي هذه (المكرمة) غير ملزمة لمن (تكرم) بها، وما يلزم فقط هو القانون، وهذه (المكرمة) كما هو معروف ليست نصاً قانونياً” حسب تعبيره.
اقرأ أيضاً: في السويداء.. الأسد يقدم حسومات على شكل مكرمات لاستقطاب الشبان للخدمة العسكرية
ونوه المصدر إلى أن ما يسمى (بالمكرمة) ليس لها أي مصداقيةٍ، وهي عبارة عن مجرد كلامٍ ووعود، يستطيع من قدم هذه الوعود أن يرجع عنها متى شاء، ولا حاجة لوجود قانون يلغي هذه (المكرمة)، فقانوناً هي غير موجودة أصلاً.
الأسد لا يحترم وعداً
قال (عمران نصر الدين) أحد الشباب المتخلفين عن الخدمة الاحتياطية من السويداء: إنه “لا يفكر بالالتحاق بالخدمة حتى لو كانت ضمن السويداء فقط، وذلك نظراً لسحب العديد من الشباب حتى المتطوعين ضمن الفصائل المحلية للمناطق الساخنة، وتجربة عناصر الدفاع الوطني لاتزال حاضرة”.
وأضاف (نصر الدين) في حديث (لحلب اليوم) أن “العديد من العناصر ممن تم سحبهم قبل هذه المكرمة بمدة، فوجئوا بفرزهم إلى مناطق القتال، على الرغم من وعودٍ قدمت لهم من قبل قياداتٍ وضباطٍ بالنظام بحصر خدمتهم ضمن الثكنات العسكرية داخل السويداء”.
من جانبه (مضر العبد الله)، أحد الشبان الذين قاموا بتسوية وضعهم أثناء تشكيل (يعرب زهر الدين) لقواتٍ تتبع لمكتب الفرقة الرابعة في السويداء، أكد بأن أوراقه أحيلت إلى النيابة العامة في دمشق.
اقرأ أيضاً: بالفيديو.. ردود أفعال غاضبة في السويداء تجاه المكرمة الخاصة بالخدمة العسكرية
وأكمل (العبد الله) لحلب اليوم بأن التسوية تحولت لورقة إدانة ضدهم، مشيراً إلى أن عدداً من الشباب الذي تطوعوا ضمن التشكيل توجهوا (لزهر الدين) بعد أن علموا أن خدمتهم ليست ضمن السويداء، ولم يجدوا أي تجاوبٍ لينسحبوا بعد ذلك من التشكيل.
هل تخفي المكرمة صراعاً بين الرابعة والروس؟
اعتبر (وائل الأحمد) وهو إعلامي من السويداء بأن اختيار النظام، ممثلاً (بماهر الأسد)، لضباطٍ من أبناء السويداء ولوجهاء معروفين بولائهم للنظام، وعلى رأسهم الشيخ (فضل الله نمور)، والذي يعتبر عضواً في الهيئة الوطنية الدينية التي يعد (يعرب زهر الدين) أحد أعضائها كفيلٌ بالتشكيك ببنود هذه المكرمة.
وتابع الأحمد (لحلب اليوم) أن “النظام بحاجة للعنصر البشري، لاسيما أن أعداد الشباب المتخلفين عن الخدمة تجاوز الخمسين ألف شاب، مستبعداً لجوء النظام متمثلاً بالفرقة الرابعة لشنّ حملة دهم واعتقالات بحق هؤلاء الشباب في المستقبل القريب”.
ورأى (الأحمد) أن هذه المكرمة تخفي صراعاً غير معلنٍ بين الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، والمعروفة بولائها لحزب الله اللبناني والروس، والذين بدأوا جولاتهم في السويداء محاولين تسوية الأوضاع، والنفاذ إلى تهدئةٍ بمنأى عن إيران وحزب الله.