أكّد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، أن بلاده تتفق مع الولايات المتحدة، على العديد من النقاط في سوريا، مشيراً إلى أنّ أهم تلك النقاط هي انسحاب إيران من كامل سوريا.
وقال “جيفري” في تصريحات صحفيّة في مطار “إسينبوغا” بأنقرة، إن “إيران عامل يساعد على إشعال الأمور في العملية السياسية”. معرّجاً على الاتفاق المنفرد بين روسيا وتركيا بشأن إدلب وبمعزل عن إيران.
المبعوث الأمريكي، أشار إلى أنّ بلاده تتفق مع تركيا، بشأن عملية سياسية، ترتكز على جهود المبعوث الأممي إلى سوريا، وأضاف: “نأمل أن تكون هناك حكومة سورية جديدة ومختلفة جدّاً، وتمتنع عن الأفعال المريعة التي ارتكبها (نظام الأسد)”.
وبشأن الموقف الأمريكي من إدلب، قال “جيفري” إن “الولايات المتحدة أوقفت هجوماً كيماوياً على إدلب في أيلول الفائت، وأدركت أنّ القتال يجب أن يتوقف في إدلب التي تحتوي على ملايين المدنيين”.
وأشار المبعوث الأمريكي، إلى أنّ المجتمع الدولي دعم الموقف التركي بشأن إدلب، لأن أي تحرك عسكري في المحافظة، “سيتحول إلى فوضى عارمة إذا كان أي طرف قد دخل على الخط”، على حدّ قوله. واعتبر “جيفري” أن العملية السياسية هي محور تركيز الولايات المتحدة.
وحول العملية السياسية في سوريا، قال “جيفري” إن “الأطراف توصلت إلى وضع القوائم النهائية، ونحن نتوقع أن يقوم الممثل الخاص للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا بالمضيّ قدماً وإطلاق هذه اللجنة الدستورية في الأسابيع المقبلة”.
وكشف “جيفري” عن وجود قوات أمريكية في تركيا تتدرب مع القوات التركية للقيام بدوريات مشتركة حول منبج، مشيراً إلى أن “الهدف من وراء ذلك هو في الأساس إقامة منطقة آمنة، يشعر الأتراك معها بالراحة لأنها قريبة جداً من المناطق التركية، ونشعر نحن أيضاً بالراحة، ويشعر السكان المحليون بالأمان، بينما تعود وحدات حماية الشعب إلى الجانب الشرقي من نهر الفرات”.
وحول الدور الأمريكي في اتفاق إدلب، بين تركيا وروسيا، قال المبعوث الأمريكي: إن “الأتراك لم يتراجعوا بعد أن تعرضوا للإهانة العلنية من قبل الرئيس بوتين حين طلبوا منه وقف إطلاق النار في إدلب، فرفض ذلك، ولكنه بعد عشرة أيام، وقع في سوتشي على وثيقة بشأن إدلب تقول إنه سيكون هناك وقف دائم لإطلاق النار”.
وأضاف: أشارت المعارضة في إدلب إلى أنهم سيقاتلون، وهناك الكثير منهم في المنطقة، وإننا أمام تضاريس صعبة، ولم يرغب المجتمع الدولي في رؤية موجة ضخمة أخرى من اللاجئين تتدفق من إدلب إلى تركيا وإلى أوروبا.. إنني أرسم صورة إيجابية نسبياً لوقف إطلاق النار”.
ونوّه المبعوث الأمريكي إلى سوريا، إلى أنّ الوضع في سوريا معقّد جدّاً، مستشهداً بحادثة إسقاط الطائرة الروسية في الساحل السوري قبل حوالي شهر.
وقال: أسقطها (جيش النظام) بالخطأ، فتسبب ذلك بقلق إسرائيلي، لأنّ “روسيا أرسلت إس 300 إلى سوريا، التي يعجز مقاتلوها على استخدام أسلحة أقل تعقيداً من إس 300، فكيف سيتعاملون مع المنظومة”.
وتابع جيفري: “هذه هي مشكلة العنف بين الدول التي نواجهها نحن والأتراك والأمم المتحدة والعديد من أصدقائنا وحلفائنا في المنطقة، وهذا ما نعتقد أنه يعطي زخماً لحل سياسي”.
وختم “جيفري” بالحديث عن العملية السياسية، بالقول: لدينا وقف إطلاق نار نسبي في جميع سوريا، لكنني متردد حتى في وصفه بوقف إطلاق النار، لأنه ليس نوعاً من وقف إطلاق النار الذي دعا إليه القرار 2254، والذي يكرس جزءاً جيداً منه لذلك”.
وأضاف: إن “خطر العنف بين دولة ودولة، والذي لم نشهده من قبل بنفس الدرجة، يعتبر مصدر قلق هنا، إنه قلق في أنقرة، إنه أمر مثير للقلق في موسكو.. نحن قلقون على ذلك… لا نعرف مدى مسؤولية الإيرانيين أو نظام الأسد”.
وختم بالقول: لدينا الآن قوائم (الأسماء المقترحة)، وقد تعاون الجميع بشكل متفاوت مع دي ميستورا، وهناك الكثير من الضغط من خلال ما نسميه “المجموعة الصغيرة” – الأوروبيون وجميع المعنيين في أنحاء العالم – لدفع الأمم المتحدة لتنفيذ هذه الاتفاقية التي تمّ ذكرها في القرار 2254 الذي تمّ إقراره في نهاية عام 2015.. لذا أعتقد أن هذا هو السبب في أننا أكثر تفاؤلاً بقليل، لكن أي شيء يمكن أن يحدث في سوريا”.
بطاقة تعريف:
يشغل السفير، جيمس فرانكلين جيفري، حالياً منصب الممثل الخاص للأمين العام لشؤون سوريا. وهو دبلوماسي أميركي رفيع المستوى له خبرة في القضايا السياسية والأمنية والطاقة في الشرق الأوسط وتركيا وألمانيا ومنطقة البلقان.
وقد شغل مناصب عليا في واشنطن العاصمة وفي الخارج، بما في ذلك نائب مستشار الأمن القومي (2007-2008)؛ وعمل سفيراً للولايات المتحدة لدى العراق (2010-2012)؛ وسفير الولايات المتحدة لدى تركيا (2008-2010)؛ وسفير الولايات المتحدة في ألبانيا (2002-2004).
في عام 2010 عُيِّن جيفري في أعلى رتبة في الخدمة الخارجية الأمريكية، وهي سفير Career.
من عام 1969 إلى عام 1976 كان جيفري ضابطًا من مشاة الجيش الأمريكي، حيث خدم في ألمانيا وفيتنام. ويبلغ من العمر الآن (71 عاماً).