رحبت وزارة الخارجية الأميركية بأي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية من شأنه أن يسهّل تسليم رئيس استخبارات القوات الجوية بنظام الأسد جميل الحسن لألمانيا بصورة قانونية، حيث ينتظر القضاء الألماني محاكمته بجرائم حرب.
وقد طلبت الحكومة الألمانية من الحكومة اللبنانية تسليم الحسن، الذي يعتقد أنه يزور لبنان لتلقي الرعاية الطبية.
وأشارت الخارجية الأميركية إلى مذكرة التوقيف التي أصدرها المدعي الاتحادي الألماني بيتر فرانك بحق حسن في حزيران الماضي، لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وممارسة التعذيب والإعدامات بحق معتقلين بالسجون الخاضعة لسيطرته، بناء على شكوى قدمها 24 ناجياً سورياً من التعذيب ممن لجؤوا إلى ألمانيا.
وكان صدور هذا الأمر القضائي منتصف العام الماضي تحولاً نوعياً في تعامل الغرب مع جرائم نظام الأسد، من الإدانات اللفظية وتقارير سوء المعاملة إلى الأمر القضائي الصادر من أعلى محكمة جنائية ألمانية، الأمر الذي اعتبره المركز الأوروبي للحقوق الدستورية والإنسانية إجراءً هاماً وشجاعاً للباحثين عن العدالة بسوريا.
وسبق أن عمل جميل حسن بالقوات الجوية في خدمة رأس النظام السابق حافظ الأسد، وكان على رأس قوات النظام التي نفذت عام 1982 مجزرة حماة التي راح ضحيتها أكثر من 30 ألفاً من سكان هذه المدينة، ثم ولاّه بشار الأسد رئاسة استخبارات القوات الجوية عام 2009، التي تحدث في معتقلاتها أبشع أشكال التعذيب والقتل بحسب روايات الناجين منها.
وبدأت ألمانيا قبل نحو شهر، أول تحرك قضائي ضد مرتكبي الانتهاكات في نظام الأسد، فاعتقلت عنصرين سابقين في مخابرات النظام ممن لجؤوا إلى ألمانيا، وفي اليوم نفسه اعتقلت فرنسا عنصراً ثالثاً في إطار تحقيق مشترك مع ألمانيا، ومن المرجح أن يواجه الثلاثة اتهامات بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”.