خرج رأس النظام “بشار الأسد” اليوم الأحد في خطاب خلال استقباله رؤساء المجالس المحلية لجميع المحافظات تناول فيه عدة قضايا ومنها عودة اللاجئين السوريين، ومستقبل سوريا ودستورها، بالإضافة للحديث عن أربعة حروب يخوضها نظامه.
دعوة الاجئين للعودة
وبعد دقائق من بدء خطابه وحديثه عن المجالس هاجم الأسد سياسية بعض الدول “لم يسمها” بسبب دعمها لـ “الإرهاب” وتسويق ما وصفه بـ “تطبيق اللامركزية الشاملة لإضعاف سلطة الدولة”، معتبراً أن “مخطط التقسيم في سوريا ليس جديداً ولا يتوقف عند حدود سوريا بس يشمل كامل المنطقة، وفقاً لقوله.
وتطرق الأسد إلى ملف اللاجئين حيث وجه اتهاماً آخر لدول “لم يسمها” باستغلال ملف اللاجئين لتحقيق مصالحها، داعياً السوريين للعودة من أجل قطع الطريق وحرمان تلك الدول من الحصول على الفائدة السياسية والمادية، وفق تعبيره.
وقال الأسد: ” تمكنا خلال العام المنصرم من إعادة عشرات الآلاف من اللاجئين ولن نسمح لرعاة الإرهاب باستغلال ملف اللاجئين كورقة، وندعو كل من غادر الوطن بفعل الإرهاب للعودة إليه للمساهمة في عملية إعادة الإعمار فالوطن لكل أبنائه”.
ويرفض العديد من اللاجئين السوريين العودة إلى سوريا، بسبب خشيتهم من التعرض للاعتقال أو القتل على يد النظام، حيث أكد وزير شؤون النازحين اللبناني السابق “معين المرعبي” في وقت سابق قيام قوات النظام بتصفية لاجئين عائدين حديثاً من لبنان بعد اقتحام منزلهم من قبل مسؤول أمني وقتل ثلاثة أشخاص كانوا فيه.
كما أن الباحث الأمريكي “جاستن روي”، أجرى دراسة في وقت سابق، عن أوضاع اللاجئين السوريين، أكد فيها أن سوريا إلى الآن ليست آمنة لعودتهم، فيما اعتبرت صحيفة “فورين بوليسي” الأمريكية، أن سوريا لا تزال حتى الآن “دولة بوليسية” بنظامها وجهازها الأمني الحالي، الذي اعتقل الآلاف من السوريين.
وأجرت المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام، قبل أشهر استطلاعاً للرأي شارك فيه سوريون من تركيا وألمانيا ولبنان، وأظهر أن أكثر من 88% من اللاجئين لا يرغبون بالعودة إلى سوريا.
الحروب الأربع
حمل الأسد مواقع التواصل الاجتماعي جزءاً من مسؤولية ما جرى في سوريا حيث قال: “وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل ما في تردي الأوضاع في البلاد وهي مجرد أدوات”.
ووصف الأسد الحرب التي يخوضها نظامه بـ “الجيل الرابع”، والتي تتكون من “الإنترنت وصفحات ظاهرها وطني وحقيقتها مواقع خارجية”، مضيفاً “من يعتقد أن الحرب انتهت فهو مخطئ.. الحرب لم تنتهِ وما زلنا نخوض أربعة أنواع من الحروب وهي (عسكرية وحصار وإنترنت وفساد)”.
واعترف الأسد بتدهور الأوضاع المعيشية والخدمية في مناطق النظام، إلا أنه عزا السبب إلى ما وصفه بـ “الحصار الخارجي” المفروض على سوريا.
بالمقابل يحمل الكثير من الموالين مسؤولية تدهور الأوضاع الخدمية والمعيشية لمسؤولي الأسد بسبب الفساد وسرقة قوت الناس، حيث خرج فنانون سوريون عُرِفوا بولائهم للأسد من بينهم “إمارات رزق” وهاجموا النظام وقد وصفت “رزق” المسؤولين بأنهم لا يملكون شرفاً ولا ضميراً.
سوريا ومستقبل دستورها
وفي سياق حديثه عن سوريا ومستقبل دستورها، اعتبر الأسد أن “العملية السياسية في سوريا لم تحقق شيئاً حتى الآن، لأن (الدول المعتدية والداعمة للإرهاب) مازالت مصرة على عرقلة أي عملية جدية مثل سوتشي وأستانا”، وفق قوله، مضيفاً أن “الدستور لن يخضع للمساومة ولن يسمح للدول (المعادية) بتحقيق أهدافها من خلال عملائها حملة الجنسية السورية)، وهو خلاف ما صرح به المسؤولون الروس حلفاء النظام في مواقف عدة ليس آخرها تأكيد المبعوث الخاص للرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف أن روسيا تساعد في تشكيل اللجنة الدستورية المكلفة بصياغة دستور للبلاد بمشاركة من الهيئة العليا للمفاوضات وممثلون عن المجتمع المدني.
ورفض الأسد حدوث حوار بين نظامه ومن وصفهم بـ “العملاء”، معرباً عن ترحيبه في الوقت نفسه بعمل الأمم المتحدة بشرط أن يكون مستنداً إلى ميثاقها، وفقاً لقوله.
ووجه رسالة إلى وحدات حماية الشعب الكردية وقال لهم: “الأميركي لن يحميكم، سيضعكم في جيبه للمقايضة، لن يحميكم سوى دولتكم ولن يدافع عنكم سوى الجيش العربي السوري، عندما تنضمون إليه وتقاتلون تحت رايته وعندما نقف في خندق واحد نسدد باتجاه واحد، عندها لن يكون هناك قلق من أي تهديد”.
وختم الأسد حديثه برفض المساواة بين السوريين حيث قال إن من حمل السلاح ستكون له الأولوية في المجالات المختلفة التي سيقدمها النظام، ولا يمكن مساواته مع من تهرب من ذلك حتى لو شمله العفو، وفق تعبيره