خرج مشفى الشعب، الوطني سابقاً، في مدينة الحسكة عن الخدمة بشكل شبه كامل، بعدما انسحبت منظمة “أطباء بلا حدود” الدولية التي كانت تقوم بإدارة المشفى.
المشفى الذي سيطرت عليه قوات الإدارة الذاتية منذ نحو سنتين، تبنته منظمة “أطباء بلا حدود” بعد الاتفاق مع الإدارة الذاتية، حيث قامت المنظمة بترميم المشفى بالكامل وزودته بمختلف المعدات الطبية الحديثة، وقامت بوضع “كرفانات” وحولتها لغرف عمليات، فضلاً عن توظيفها لأكثر من 325 شخصاً من عاملين وممرضين وأطباء.
وبحسب إدارة مشفى الشعب فإن قرار الانسحاب هذا جاء بشكل مفاجئ بعد تلقي المسؤولين في المنظمة بريداً من “جنيف” يفيد بضرورة إخلاء المشفى قبل بداية شهر شباط.
وقال مراسل “حلب اليوم” إن المنظمة أخلت المشفى في 28 من كانون الثاني الفائت، بعدما قامت بتقديم أدوية تكفي حاجة المشفى لأكثر من شهرين ونصف الشهر، وتسديد رواتب لجميع العاملين لمدة شهرين ونصف، ومنح كامل المعدات التي جلبتها للمشفى للإدارة التابعة للإدارة الذاتية بحسب ما كشفته “هيام داوود” الرئيسة المشتركة لـ “مشفى الشعب” لمراسلنا.
وأضافت “داوود”: بأنّ الخدمات في المشفى لا تزال مستمرة والمشفى يعمل كما السابق ويقدم كافة الخدمات، الأمر الذي نفاه ممرضون ومرضى حيث قالوا إنّ غالبية الأطباء الذين كانوا يتقاضون رواتبهم من المنظمة، وكانوا يعملون في المشفى تركوا العمل ولم يعودوا للدوام، وحتى الإسعاف غير مفعل ولا يوجد سوى عدد من الممرضين الذين لا يتواجدون إلا لفترات معينة فقط، ولا يمتلكون أي خبرة في مجال العمل.
وبحسب مشاهدات مراسلنا فقد كان المشفى فارغ من المرضى والأطباء بشكل شبه كامل باستثناء حالات قليلة جداً، بالمقارنة مع الفترات التي كانت المنظمة تقوم بإدارة المشفى وتقدم كافة الخدمات.
وأشار مراسلنا إلى أن منظمة “أطباء بلا حدود” كانت قد سحبت غالبية موظفيها الأجانب من “مشفى الشعب” في تموز 2018، بعد تعرضها لتهديدات من نظام الأسد الذي لا يزال يسيطر على المربع الأمني في المدينة وفوج جبل كوكب الواقع شرق الحسكة، وانسحب الموظفون آنذاك إلى بلدة “تل تمر” غرب الحسكة، في حين أخلوا جميع مكاتبهم في منطقة الجزيرة بعد القرار الأخير، وتمركزوا في مكتبهم في مدينة المالكية، ديريك، أقصى شمال شرق سوريا.