تقوم الحكومة الإيرانية بدور الوسيط بين حكومة النظام والقطاع الخاص الإيراني، بهدف المساهمة في إعادة إعمار سوريا، عبر ضمانات يقدمها البنك المركزي الإيراني للمستثمرين الإيرانيين من دون إنفاق مباشر من الحكومة.
وأشارت الحكومة الإيرانية إلى أن مجموعة «خاتم الأنبياء» الذراع الاقتصادي لـ«الحرس الثوري» الإيراني قد بدأت بالفعل الاستثمار في سوريا.
وصرح نائب وزير الطرق وإعمار المدن الإيراني “أمير أميني” لوكالة «إيلنا» الإيرانية أمس الأربعاء، إلى أن «الحكومة الإيرانية لن تخصص موارد للمشاريع العمرانية في سوريا، ولكنها تقبل ضمان الاستثمارات من خلال البنك المركزي».
وأردف”أميني” أن المستثمرين الإيرانيين الراغبين بالنشاط في مختلف المجالات سيتبعون قوانين الاستثمار في سوريا ونوه في الوقت نفسه بأنها تختلف عن قوانين الاستثمار في إيران.
وأوضح المسؤول الإيراني إن القطاع الخاص الإيراني “يستثمر حالياً في مجال الفوسفات وتوفير مستلزمات البناء بما فيها الإسمنت في سوريا”.
وأضاف “أميني” أن الأمر بدوره «سيشكل عبئاً ثقيلاً على الحكومة الإيرانية»، مشدداً على «استقلالية الاستثمارات عن الحكومة».
وقال “أميني” إن الحكومتين الإيرانية والسورية تعدان حالياً بروتوكولات ومذكرات تعاون استراتيجية طويلة المدى، لفتح الطريق أمام القطاع الخاص الإيراني لدخول مجالات الاستثمار في سوريا.
وفيما يقدر حجم إعادة إعمار سوريا بنحو 600 مليار دولار بحسب المسؤول الإيراني، أبدى أميني مخاوف من فشل إيران من القيام بدور في إعادة الإعمار السورية بسبب ما وصفه ضعف قنوات التواصل بين المستثمرين الإيرانيين والحكومة السورية، مشيراً إلى أن حجم قطاع السكن يقدر بـ150 مليار دولار من أصل 600 مليار دولار.
إلا أن الحكومة الإيرانية وفق ما ذكر”أميني” تقوم بدور الوسيط بين القطاع الإيراني الخاص والحكومة السورية وقال في هذا الشأن إن «مستثمرين رافقوا الحكومة الإيرانية خلال الزيارات الأخيرة إلى سوريا».
وفي سياق متصل أعرب نائب وزير الطرق الإيراني، عن تطلعات إيرانية بتكرار تجربة دخول المستثمرين الإيرانيين إلى مجال النقل في العراق وتركمانستان.
وقال نائب وزير الطرق وإعمار المدن الإيرانية، تعليقاً على التنافس الإيراني – الروسي، إنه «على الرغم من الحضور الروسي في قطاع الاستثمار العمراني لكن سوريا تميل أكثر إلى إيران بسبب الصلات المذهبية والفكرية بين الجانبين».
الجدير بالذكر أن القائد السابق لمجموعة «خاتم الأنبياء» عباد الله عبد اللهي، أعرب قبل عام، عن رغبة المجموعة بدخول مجال إعادة الأعمار في سوريا، مطالباً الحكومة الإيرانية بالتوصل إلى اتفاق مع نظام الأسد في هذا الصدد