تسعى الأجهزة الأمنية التابعة للنظام في مدينة حلب لبسط نفوذها وسطوتها ليس فقط على المدينة بل وعلى باقي الأجهزة الأمنية التي أصبحت تتصارع فيما بينها للسيطرة على الوضع الأمني في المدينة بالكامل.
وهو ما يفسر إنشاء فرع الأمن السياسي منذ منتصف العام الحالي لميليشيا عرفت بإسم “لواء كفاح” والذي أصبح يتلقى الدعم من قبل إيران بشكل كامل، ومع ذلك فإن الإقبال والانضمام إلى صفوف ميليشيا هذا اللواء كانت ضئيلة خاصة أن عناصره لا يملكون حصانة وليس لديهم مميزات على غرار عناصر الأمن الوطني وعناصر أمن الدولة.
وقال مراسلنا في مدينة حلب إن جميع الأفرع الأمنية التي كانت تابعة للنظام أصبحت تتبع لنفوذ الميليشيات الإيرانية، والتي تتحكم بكل شيء، حتى شن عمليات الدهم والاعتقالات.
وتابع مراسلنا أن فرع المخابرات الجوية لجأ مؤخراً لتأسيس عناصر من النخبة، مهامهم الأساسية هي مراقبة عناصر الأفرع الأمنية ومعرفة نشاطاتهم بشكل عام، خاصة أن بعض العناصر فيها أصبحوا يعملون لصالح ميليشيات إيرانية مقابل رواتب شهرية تصل لحوالي 200 دولار، حيث يعتبر عناصر المخابرات الجوية في مدينة حلب من أقوى الأجهزة الأمنية والتي تتحكم بمناطق واسعة في المدينة.
وذكر مراسلنا “وسام حسن” بأن فرع أمن الدولة يشرف بشكل مباشر على الأحياء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الإدارة الذاتية، وهو المتحكم الوحيد بملف المطلوبين في تلك الأحياء ولا يسمح لغير عناصره بالدخول إلى مناطق سيطرة الميليشيات في حلب.
ونوه مراسلنا إلى أن معظم الأفرع الأمنية في مدينة حلب أصبحت تتلقى طلبات الانتساب لصفوفها مؤخراً، بهدف الحصول على البطاقات الأمنية والتي تجعلهم يتجولون في جميع أحياء المدينة دون التعرض لهم أو حتى اعتقالهم، ولكن منذ نحو شهرين أصبح فرع أمن الدولة في حلب يعتقل الجميع بما فيهم عناصر من الأجهزة الأمنية وعلى رأسها فرع المخابرات الجوية.
وأشار مراسلنا إلى أن السبب المباشر وراء هذه الاعتقالات، أن فرع أمن الدولة في حلب يتلقى أوامره بشكل مباشر من رئيس فرع الأمن الوطني والذي يشرف عليه اللواء “علي مملوك”.
فيما يبقى الصراع بين الأجهزة الأمنية في مدينة حلب قائماً في محاولة من الجميع للسيطرة على زمام الأمور وبسط النفوذ في مدينة حلب والتي تشهد انفلاتاً أمنياً كبيراً، حيث ان معدل السرقات واغتصاب الأطفال ارتفع بشكل مخيف خلال الفترة الماضية.